للأعلى
28-فبراير-2010

حقائق إعادة اتزان البشرية يوم مولد خير البرية

    إن الله سبحانه وتعالى عندما أكرم هذا الوجود ببروز سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، هيأ هذا العالم لبروز أشرف موجود بمعاني تتلخص في نوعين من الإرهاصات: الخوارق الكونية من اهتزاز عروش الظلمة وغيض بحيرة ساوة وخمود نار الفرس وغيرها من الأشياء التي كان الناس يشعرون بها ويتلمسونها، حتى أصبح أحد أهل الكتاب في مكة يوم مولده الشريف يقول: يا معشر قريش هل ولد فيكم الليلة مولود؟ فلما رأي بهاء رسول الله صلى الله عليه وسلم سقط مغشياً عليه وقال: ذهبت والله النبوة من بني إسرائيل.

   والنوع الثاني الذي برز مع مولده الشريف يتعلق بالإنسان،إذ كانت البشرية تشهد صعوداً وانخفاضاً متقاربين: صعوداً في قدرة العقل البشري ونضج التجربة الإنسانية في الأرض ارتقاء إلى جعل القرآن الكريم معجزة سيدنا محمد عليه وآله الصلاة والسلام والذي لا يزال يزداد تألقاً وعطاء مع توالي القرون والدهور، في مقابل الانحطاط في السلوك وتغليب الشهوات والرغبات في كل مدارات العلاقات الإنسانية.

    جاءت هذه المعاني في مستهل كلمة الحبيب علي الجفري بداية احتفال وزارة الثقافة والشباب وشئون المجتمع بدولة الإمارات العربية المتحدة بجائزة البردة في دورتها السابعة على المسرح الوطني بأبوظبي مساء الأحد 14ربيع الأول 1431هـ الموافق 28 فبراير/شباط 2010، تكريماً للأعمال الفنية الراقية في محبة الرسول عليه وآله الصلاة والسلام في مجالات الشعر والخط والفنون.

   أكد الحبيب علي الجفري على أننا نشهد يوم مولده الشريف كثيراً من دلالاته الأولى من ارتقاء مكنة العقل البشري في التعامل مع أسباب التسخير في الأرض،والتي تعرف نوعاً من التتابع متسارع الوتيرة تركتنا في حالة عجز عن التكهن بما قد يصل إليه العقل البشري بعد سنة واحدة، في الوقت الذي نشهد فيه كذلك نوعاً من سقوط القيم وانحطاط الأخلاقيات ورخص قيمة الإنسان عند الإنسان وضعف الإنسان أمام شهوات نفسه.

    ومن ثم نحتاج إلى التأكيد مع بروزه عليه الصلاة والسلام على حقائق إعادة التوازن للإنسان المعاصر عبر اقتران النضج العقلي بتزكية النفس وطهر القلب وصفاء الروح،فإذا جاء يوم مولده الشريف عدنا لنتذكر كيف أن العالم اليوم بحاجة إلى أن يعيد وثيق ارتباطه مرة أخرى بحقائق الاتزان ما بين نضج العقل وبين ارتقاء الروح، وأنكم أمة الحبيب المصطفى عليه وآله الصلاة والسلام التي تؤمن بأن الله تعالى أرسله رحمة للعالمين وائتمنكم على هذه الرحمة لتبثوها في هذا العالم عبر إعادة تأصيل حقائق الرحمة في قلوبنا، تلك الرحمة التي هي الأصل في كل تعاملاتنا في الوجود.

   اختتم الحبيب الجفري كلمته في احتفال وزارة الثقافة والشباب بجائزة البردة في دورتها السابعة بالتأكيد على ضرورة إحياء حقائق المهمة في الأمة حتى ندرك شرف نسبتنا وانتسابنا إليه صلى الله عليه وآله وسلم في يوم مولده الشريف.

    كان في مقدمة  الحضور معالي وزير الثقافة عبد الرحمن بن محمد بن ناصر العويس و معالي الدكتور هـادف الظاهري وزير العدل و سعادة الدكتور حـمدان مسلم المزروعي رئيس الهيئة العامة للشئون الإسلامية و الأوقاف.بالإضافة إ لى عدد من رجالات الدولة و الدعاة و رجال الدين المسـيحي.

    تهدف جـائزة البردة، التي أسسها سمو الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية، إلى إبراز شخصية الرسول الكريم صلى الله عليه وآله و سلم وسيرته من خلال الأعمال الفنية في مجال الخطوط بالأسلوب التقليدي وفئة الخطوط بالأساليب الحديثة والزخرفة الكلاسيكية، إضافة إلى الشعر النبطي وشعر الفصحى، و ذلك في الذكرى السنوية لمولده الكريم.

   وقد ألقى الحبيـب عـلي الجفري أحد مـؤسسي الجائزة كلمة الحفل،كـما تحدث عن الـمغفور لـه الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان وقُرأت الفاتـحة على روحـه الكريمة

© 2014 TABAH WEBSITE. All rights reserved - Designed by netaq e-solutions