للأعلى
27-سبتمبر-2012

دعوة للتعارف الحضاري

* خاطرة تأمل نُشرت في صحيفة الشروق

 

التذرع بحرية التعبير عن الرأى فى تبرير الحض على الكراهية والعنصرية.

مع توهم إمكانية تقبل المسلمين لخيار الذوبان فى بوتقة (ما بعد الحداثة) بالتعدى على المقدسات وأوهام الاستسلام لفكرة (تكرار الصدمة).

بالتوازى مع الاعتماد على مستقبل سلوكيات الجيل الذى تنفس قيم الحداثة وأكَلها وشَرِبها ولَبِسها وعاشَها مع ضعف صلته بهويته.

وفى مقابل ذلك التذرُّع بالدفاع عن العدالة واسترداد الحقوق وحراسة العقيدة.

مع توهم إمكانية استسلام اللادينيين للخطاب المتشنج الصدامى بدعوى (الجهاد أو التصدى للمؤامرات الخارجية).

بالتوازى مع دعوى الاضطرار للقبول المؤقت لقيم الحداثة (الديمقراطية وحرية التعبير) إلى حين الوصول إلى مرحلة (التمكين).

والاعتماد على توهُّم قدرة لُغة المصالح على تجاوز المشكلة واستمرار ثقة الشعوب بكل خطاب ممهور (بختم الدين).

كل هذا يدفع العالم نحو جنون (صدام الحضارات) عوضا عن التعايش القائم على الشراكة..

والشراكة تعنى التوصل إلى صيغة من التفهم المتبادل للقيم الثقافية وتبادل المصالح عبر احترام التنوع ونبذ الإقصاء المبنى على لغة الاستقواء بالثقافة أو التاريخ أو الواقع.

والميدان الذى يُختبر فيه احترام التنوع هو القدرة على استيعاب التنوع الذى يأتى من خارج الإطار الداخلى وليس التنوع الذاتى للثقافة الواحدة.

ولعل الحل يبدأ من تواصل العقلاء من مختلف الأطراف.. وقيام كل منهم بواجبه فى ترشيد المسار مع الجرأة على نقد الذات للتوصل إلى الإصلاح الداخلى والالتزام الأخلاقى الصادق بالمبادئ المُعلنة.

«يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ».

© 2014 TABAH WEBSITE. All rights reserved - Designed by netaq e-solutions