للأعلى
27/11/1436
30-سبتمبر-2015

القاسم المشترك بين التنظيمات السياسية التي تعمل باسم الدين

الحمد لله

تكمن خطورة التنظيمات السياسية التي تعمل باسم الإسلام في تلاعبها بولاء الشعوب لدينهم وعقيدتهم، وهذا نذير بسفك الدماء بوهم التقرب إلى الله، كما أنه يهدد مستقبل إيمان شرائح متسعة من الشباب ويزعزع ثقتهم في دينهم.

كما أن إشكالية استغلال هذه التنظيمات لقضايا الأمة وآزمات الشعوب السياسية والإنسانية تعد الخطر الثاني لما فيه من متاجرة بدماء الضحايا لمزيد من التحريض على القتل، وما تسببه من ضرر للقضايا التي تقوم باستغلالها.

فكم تضررت القضية الفلسطينية من استغلالها في هذا النوع من الألاعيب، فأنصار بيت المقدس يضربون الجيش المصري بدعوى أن طريق تحرير القدس يبدأ من القاهرة، وداعش يهتفون بأن تحرير القدس يبدأ من الرياض، وفيلق القدس الإيراني يضرب المسلمين السنة في العراق وسوريا بدعوى محاربة داعش، وبعض قوات الحشد الشعبي يقتلون ويحرقون إخوتهم من السنة مع هتافات الثأر للحسين، وهتافات الإخوان في الانتخابات الرئاسية في مصر “عالقدس رايحين شهداء بالملايين”، والقدس الذي تحمل هذه التنظيمات اسمه وتهتف له أبعد ما يكون عن جهودهم على أرض الواقع، وهو أول المتضررين بفقد الشعوب حماسها لنصرته نتيجة لكثرة استغلاله في الصراعات السياسية البعيدة عن قضيته.

والحوثيون يهتفون “الموت لأمريكا الموت لإسرائيل” ولم يقتلوا جنديا واحدا من الكيان المحتل، بل كان جميع ضحاياهم من المسلمين، بل لقد طالت أسلحتهم المدنيين الذين لم يحملوا ضدهم سلاحا كما فعلوا بالنازحين المدنيين أثناء قتالهم مع خصومهم في عدن.

وخصومهم من الإخوان والسلفية يهتفون ضد المجوس وليس لدينا في اليمن مجوسي واحد، بل شعب مسلم مع أقلية يهودية.

وفي هذا المعنى لا تختلف التنظيمات السنية عن الشيعية؛ فالإخوان والحوثيون والسلفية السرورية والسلفية الجهادية وداعش والقاعدة وعصائب الحق وكتائب الموت وبوكو حرام وغيرها تسير على نفس الخُطى.

بل وتجد هذا المعنى يتكرر في التنظيمات الدينية السياسية اليهودية والمسيحية والبوذية والهندوسية.

وكذلك في التنظيمات السياسية العلمانية تجد من يتاجر في القضايا الإنسانية والقيم النبيلة ضمن أطماعهم السياسية.

اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون، اللهم رد علينا رشدنا وارزقنا الإخلاص لديننا واحفظنا من التلاعب به، واحفظه من ذلك، وثبت شبابنا على إيمانهم وارزقهم المعرفة الحَقّة بدينهم وشريعة الله المطهرة، وفرج عن الأمة.. يا أرحم الراحمين.

© 2014 TABAH WEBSITE. All rights reserved - Designed by netaq e-solutions