للأعلى
19-أبريل-2012

متى تكون زيارة القدس تطبيعاً؟

حديث قاضي قضاة فلسطين، أمين سر الهيئة الإسلامية العليا في القدس، لجريدة الدستور الأردنية

في حديث إلى الدستور الأردنية 7 يناير 2012 قال: يمكن أن تكون الزيارة تطبيعاً، ويمكن أن تكون زيارة رباط في سبيل الله ودعم صمود أهل القدس، بحسب نية الزائر، وما سيقوم به. الفتوى هي إنزال الحكم الشرعي على الواقع، فيجب أن نعرف واقع القدس، والزائر للقدس ماذا سيفعل في القدس حتى نقول عن عمله إنه حرام أو حلال.. واقع القدس كما بيّنا، القدس عزلت عن محيطها الفلسطيني، وهي تعتمد في اقتصادها على أبناء فلسطين، يأتون للتسوق من أسواقها ويأتون للصلاة في مسجدها وكنيستها. حينما تصب هذه الشرايين في القدس، حينما تقطع هذه الشرايين عن القلب، فالنتيجة حتمية وهي أن القدس ستموت.

في المقابل، هناك مشروع صهيوني لإحلال اليهود في القدس مكان أبناء القدس الأصليين، ومنع أبناء الضفة الغربية والقرى المجاورة للقدس من دخولها للتسوق في أسواقها، فالنتيجة الحتمية هنا أن الوضع الاقتصادي أصبح سيئا للغاية. أنا أقول على ضوء ما شرحت، أننا عند الفتوى أولاً يجب أن نحدد ونشخص واقع القدس، حيث نمنع من الصلاة في مسجدها، وقد عزلت القدس عن محيطها الفلسطيني. حتى المجاور للمسجد الأقصى، إذا كان عمره أقل من 50 عاماً لا يسمح له بالصلاة في القدس، بينما الجماعات اليهودية المتطرفة تدخل يومياً وتصلي صلوات تلموذية في ساحات المسجد الأقصى، هل نترك القدس لقمة سائغة لليهود، أم نفعّل ما أمرنا به صلى الله عليه وسلم «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى».. أمرنا بشد الرحال إلى المسجد الأقصى، نعم، صلى النبي صلى الله عليه وسلم بكل الأنبياء والمرسلين في المسجد الأقصى ليلة الإسراء والمعراج، إذن، أناشد الأمة بكاملها لكي تشد الرحال إلى المسجد الأقصى، أن تتوجه للقدس بنية الرباط والصلاة في مسجدها أو في كنيستها من المسيحيين، ودعم صمود أهلها بالشراء من أسواق القدس، أسواق أبناء القدس، والمبيت في فنادقهم لدعم صمودهم حتى يستطيعوا أن يواجهوا هذه المخططات الصهيونية.

حتى نشخص وتكون الفتوى واضحة المعالم، نقول إنه صحيح أن البعض يقول بأن هذا تطبيع مع الاحتلال، وأقول ان الفتوى يجب أولاً أن تنزل على الواقع، وتعرف ما هو. أقول إنه يجب ألا نتعامل مع الاحتلال، ولكن الاحتلال مستريح لهذا الأمر لأن القدس لم يبق فيها على ضوء إجراءات الاحتلال إلا اليهود، والمشروع الصهيوني والمخطط أن يكون عدد سكان اليهود في القدس مليون يهودي، فكيف سنجعل هناك وجوداً إسلامياً أو عربياً في القدس؟ والبقية الباقية من سكان القدس كيف يمكن أن يدعموا؟.

أقول إن هذه القدس ليست للفلسطينيين، وليست للعرب فقط، وليست للمسلمين فقط، وإنما للمسلمين والمسيحيين، والقدس لها بعد عالمي، القدس تضم كنوزا إنسانية وحضارية، تعمل إسرائيل الآن على طمسها وتهويدها وإلغائها. في كل يوم هناك هدم للمباني والعمائر التاريخية والأثرية في القدس.

أنا أضرب مثالا، فالقدس كانت تحت الاحتلال الصليبي لسنوات طويلة، أين فتاوى العلماء، حيث كان بها العز بن عبدالسلام سلطان العلماء، وكان بها أبو حامد الغزالي وابن تيمية، هل حرموا على المسلمين دخول القدس، فهؤلاء أعلام في تاريخ الأمة الإسلامية، ولم يقولوا بأنهم لن يدخلوا القدس طالما أنها تحت الحكم الصليبي، بل بالعكس، أبو حامد الغزالي عندما دخل القدس وهي تحت الاحتلال الصليبي دخل من باب الأسباط، ورأى 360 حلقة علم في ساحات المسجد الأقصى وأصبح يبكي، حيث قال انه رأى أن إقبال الناس على العلم انخفض. لماذا هؤلاء العلماء الأعلام لم يحرموا على المسلمين دخول القدس وهي تحت الاحتلال الصليبي.. الجزائر كانت تحت الاحتلال الفرنسي أكثر من 130 عاما، ولم نسمع من أحد العلماء بأنه لا يجوز دخول الجزائر لأنها تحت الاحتلال،

فأقول إنه يمكن أن يكون هذا تطبيعاً، إذا ذهبنا إلى المحتلين، وعقدنا معهم اتفاقيات تجارية، واقتصادية. الخ، أما حينما نذهب كمسلمين للصلاة في المسجد الأقصى وبنية الرباط ودعم صمود أهل القدس، فأقول إن هذا واجب، وأقول إنه يجب على العلماء أن تكون فيهم الشجاعة وألا يرددوا ما يسمعون، فالقدس تضيع من بين أيدينا، وهي مستباحة لليهود، ومستباحة للغرباء، هل نحرمها على أبنائها وعلى المسلمين والمسيحيين، بالعكس، أعتقد أن هذا الامر يساعد المخططات الصهيونية بتهويدها، فهناك مخطط صهيوني للحوض المقدس، وهي البلدة القديمة التي تضم كل التراث الإنساني، المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والعمائر والمباني التاريخية.. إسرائيل تعمل على تهويدها بشكل كامل، تحويل هذا الحوض المقدس إلى مدينة يهودية مقدسة، هكذا أعلنوا وهناك مخطط ينفذ الآن.

أقول إنه يجب، إذا كان هناك فتوى، أن نعيد النظر بها، وأن تتولى أمور الفتوى فيما يتعلق بالقدس أعلى المراجع الدينية الإسلامية، وليس فتوى من هنا أو من هناك. أقول ان وضع القدس يحتاج لدعم عربي وإسلامي كامل. وهو ما أكده فضيلته بمقال مطول على موقعه بتاريخ 2مارس 2012 جاء فيه :”بين وقت وآخر تثير مسألة دعوة الأمة من العرب والمسلمين إلى زيارة مدينة القدس المحتلة جدلاً واسعاً بين أبنائها ، فمن مؤيد إلى معارض ، ومن موجب ومحلل إلى محرم ، ولتوضيح هذه المسألة أقول :

إن هذه الزيارة ـ شأنها شأن كل عمل يصدر عن المسلم ـ قد تكون حلالاً وقد تكون حراماً ، فقد تكون تطبيعاً مع الاحتلال واعترافاً بهيمنته عليها وشرعنة لمحاولاته تهويدها وطمس معالمها العربية والإسلامية وتغيير هويتها ، وقد تكون رباطاً في سبيل الله ودعماً لصمود أهلها وتكثيراً لسوادهم وتكثيفاً للحضور العربي والإسلامي فيها ودفاعاً عن مسجدها الأسير وشداً للرحال إليه ، فالأمر أولاً منوط بنية الزائر ، ثم بما سيصدر عنه من تصرفات وأعمال أثناء الزيارة .

ومن المعلوم أن الفتوى الشرعية ليست مجرد إبداء رأي فقهي ، بل هي إنزال الحكم الشرعي على الواقع ، ومن هذا المنطلق ينبغي علينا قبل الإفتاء بتحريم زيارة القدس أن نشخص واقعها ونعرفه ونتفهمه وندرسه جيداً ، وأن نعرف سلوك زائرها ووجهته وماذا سيفعل فيها .

أما عن واقع القدس فكما هو معلوم وملحوظ ومشهود لمن يتابع الأحداث والأخبار فهي معزولة الآن تماماً عن محيطها الفلسطيني بجدار الفصل العنصري والحواجز العسكرية والمعابر الحدودية التي وضعتها سلطات الاحتلال على مداخلها ، وهناك منع دائم لأبناء الضفة الغربية والقرى المجاورة للقدس دخولها والصلاة في مسجدها ، بل حتى المجاورون للمسجد الأقصى المبارك من المقدسيين يمنعون دخوله ممن تقل أعمارهم عن الخمسين ، وفي مقابل ذلك تقتحم الجماعات اليهودية المتطرفة المدعومة من جيش الاحتلال ساحات المسجد يومياً وتقيم صلواتها التلمودية فيها .

كما أن مدينة القدس المحتلة تعتمد في اقتصادها على الفلسطينيين الذين يأتون للتسوق من أسواقها فهم شرايين الحياة فيها ، وحينما تقطع هذه الشرايين عن القلب فالنتيجة الحتمية هي موتها . يضاف إلى ذلك الإعلانات المستمرة والصريحة من قبل المسؤولين الإسرائيليين عن مشاريع صهيونية ممنهجة ومتسارعة لإسكان اليهود اليمينيين وغلاة المستوطنين مكان أبناء القدس الأصليين بعد طردهم منها ، وفي بيوتهم المصادرة وعلى أراضيهم التي تقام فيها البؤر الاستيطانية .

فهل نترك القدس لقمة سائغة للمحتلين الغاصبين ، أم نفعّل ما أمرنا به صلى الله عليه وسلم بقوله { لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا ومسجد الحرام ومسجد الأقصى } رواه مسلم ، وهو صلى الله عليه وسلم قد صلى فيه أصلاً بكل الأنبياء والمرسلين ليلة الإسراء والمعراج قبل الفتح الإسلامي لها في عهد عمر بن الخطاب ، أفلا نتأسى به !

لذا فإنني أناشد مجدداً سائر من يتمكن من أبناء هذه الأمة حكاماً ومسؤولين وشعوباً جماعات وأفراداً أن يستجيبوا لأمر حبيبهم محمد صلى الله عليه وسلم فيشدوا رحالهم إلى المسجد الأقصى المبارك ، أن يتوجهوا إلى المدينة المقدسة بنية الرباط فيها : فلْيصلِّ المسلمون في مسجدها ، وليصلِّ المسيحيون في كنيستها ، وأناشدهم مؤازرة أهلها ودعم صمودهم بالشراء من حوانيتهم وأسواقهم العربية ، والمبيت في فنادقهم العربية ، إنعاشاً لاقتصادها ، وليتمكن المقدسيون من مواجهة حملات التطهير العرقي والعنصري التي تمارس ضد مدينتهم ، وليتجولوا في أزقتها وحواريها وشوارعها ، وليزوروا آثارها وعمائرها التاريخية ، وليتعرفوا على معالمها الدينية والحضارية ، وأن يطلعوا على معاناة أهلها وإجراءات تهويدها وانتهاكات حرمة مسجدها ، فهذا من أقوى صور الحفاظ على وجهها ومشهدها العربي والإسلامي ، وليفشلوا محاولات تهويدها . كما أدعو أغنياء الأمة ورجال أعمال لإقامة مشاريع استثمارية على أرضها وإنشاء الأوقاف لصالحها ، فثري يهودي واحد يدعى مسكوفيتش دعم الاستيطان اليهودي في القدس بمئات ملايين الدولارات من ماله الخاص ، وخصوصاً مستوطنة رأس العامود في القدس .

فإذا منعت سلطات الاحتلال الغاشمة أهل القدس وأهل الضفة الغربية وأهل قطاع غزة دخولها ودخول مسجدها رغماً عنهم ، وإذا تخلت الأمة بمحض إرادتها واختيارها عن القدس وعن أهلها فمن لهم ! وكيف سيواجهون هذه المخططات وإجراءات التهجير القسري وحدهم بصدور عارية وبلا نصير من بني جلدتهم ! وأنى لهم أن يثبتوا على تراب وطنهم وأرضهم ويرابطوا فيها !

أما تحريم زيارة القدس باعتبارها تطبيعاً مع الاحتلال ، ففي رأيي أنه اجتهاد خاطئ ومجانب للصواب ، ودعوة مريحة للاحتلال وداعمة لأهدافه السياسية ، لأن القدس في هذه الحالة سوف لن يبقى فيها ـ على ضوء ما ذكرت من إجراءات التهويد والتطهير العرقي ـ إلا اليهود ، والمشروع الصهيوني المخطط له أن يكون عدد السكان اليهود في القدس عام 2020م مليون يهودي ، فكيف سنحفظ الوجود الإسلامي والعربي فيها ! والبقية الباقية من أهلها العرب الأصليين بمن ستقوى ظهورهم وصدورهم !

كما أن حصر جواز زيارتها في الفلسطينيين وحدهم تجريد لقضيتها من عمقها العربي والإسلامي ، وهذا مما سيضعفها على المستوى العالمي . فمدينة القدس ليست للفلسطينيين وحدهم ، وإنما هي للأمة لأنها جزء من عقيدتها ودينها بنص القرآن الكريم ، قال تعالى { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى، الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ، لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } الإسراء 1 ، فهي عنوان عزتها وكرامتها ، كما أن لها بعداً عالمياً لما تضم من كنوز حضارية وتراث إنساني ، لذا تعمل إسرائيل على مصادرتها وطمسها وتهويدها وإلغائها . ففي كل يوم تصدر قراراتها بهدم المباني والعمائر التاريخية في القدس ، وأعلن مسؤولوها في أكثر من مناسبة عن المخطط الصهيوني الرامي إلى تهويد الحوض المقدس والبلدة القديمة التي تضم كل التراث الإنساني : المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة والعمائر والمباني التاريخية ، وهي تعمل على تنفيذ ذلك بشكل كامل لتحويله إلى مدينة يهودية مقدسة ، وتخطط لاستحضار عشرة ملايين سائح لإطلاعهم على الحضارة والكنس اليهودية على أنقاض المقدسات الحضارة الإسلامية كذباً وزوراً وتزييفاً للحقائق التاريخية والدينية .

ولي أن أتساءل : سبق أن وقعت القدس قبل قرون تحت احتلال الفرنجة لسنوات وعقود طويلة ، فأين فتاوى العلماء بتحريم زيارتها على المسلمين ، كان فيها العز بن عبد السلام سلطان العلماء ، وأبو حامد الغزالي حجة الإسلام ، وابن تيمية شيخ الإسلام ، فهؤلاء أعلام في العلم والفتوى والجهاد بالكلمة وغيرها في تاريخ الأمة الإسلامية ، زاروها ولم يقولوا ـ من خلال ما علمت وقرأت واطَّلعت ـ بأنهم لن يدخلوا القدس ما دامت تحت حراب الاحتلال الصليبي ، بل على العكس من ذلك ، فهذا أبو حامد الغزالي دخل القدس وهي تحت الاحتلال الصليبي من باب الأسباط فرأى 360 حلقة علم في ساحات المسجد الأقصى المبارك فبكى لانخفاض مستوى إقبال الناس على العلم .

وخضعت الجزائر للاحتلال الفرنسي أكثر من 130 عاماً ، ولم نسمع أحداً من العلماء حرم دخولها على غير الجزائريين بسبب احتلالها ، ومثلها مصر والشام وغيرها من بلاد العرب والمسلمين التي خضعت للاحتلال الفرنسي أو البريطاني أو الإيطالي .

إن زيارة مدينة القدس المباركة يمكن أن تكون تطبيعاً إذا كانت ذهاباً إلى المحتلين بهدف عقد اتفاقيات تجارية أو استثمارية أو اقتصادية أو سياحية معهم والمبيت في غنادفهم والتسوق من أسواقهم والتنزه في شواطئهم ، أما زيارتها كمسلمين للصلاة في المسجد الأقصى المبارك وبنية الاعتكاف والرباط فيه ودعم صمود أهل القدس فهذا واجب مفروض على كل من يستطيعه ، فالقدس تضيع من بين أيدينا ، وأصبحت مستباحة لليهود وللغرباء ، فهل نحرمها على أبنائها وعلى المسلمين والمسيحيين !

فالقدس في وضع خطير للغاية ، فالحفريات على قدم وساق تحت أساسات المسجد الأقصى المبارك تسببت بانهيارات في ساحاته ، وتصدعات في أعمدته وجدرانه وبالأخص الجدارين الجنوبي والشرقي ، حتى الأتربة والصخور التي يقوم عليها أزالتها إسرائيل وفتحت شبكة من الأنفاق أسفله فأصبح الآن معلّقاً في الهواء ، وتراهن إسرائيل على هزة أرضية أو زلزال ليهدم تلقائياً فتقيم الهيكل مكانه ، واستولت على مفاتيح باب المغاربة منذ عام 1967، ومن يومها لم يسمح لنا بالمطلق أن ندخل منه أو أن نمر عبره ، وهدمت الطريق المؤدي إليه وأنشأت مكانه جسراً خشبياً ، وتخطط لإقامة جسر أكبر يستوعب دبابات ومدرعات وآليات عسكرية وآلافاً من الجنود والمستوطنين ، وآلافا من الجماعات اليهودية ليدخلوا إلى المسجد الأقصى المبارك في الوقت الذي يريدون ، وسبق لها قبل عامين أن حاصرت المعتكفين فيه بهدف ارتكاب مجزرة في ساحاته ومن ثم الدخول إليه لتقتل وتعتقل من كان فيه .

جميع الفلسطينيين الآن يمنعون الصلاة في المسجد الأقصى المبارك ، ولا يوجد مكان عبادة في العالم مسجد أو كنيسة أو غيرهما يحدد أعمار من يسمح لهم بدخوله والصلاة فيه ، لا يوجد مكان عبادة في العالم يعتقل المصلي حينما يأتي للصلاة فيه إلا المسجد الأقصى المبارك ، فإسرائيل تسعى لقطع الصلة بين القدس وبين كافة المسلمين والمسيحيين لتحكم السيطرة عليه ولتستفرد به لتنفذ مخططاتها ضده بعيداً عن أنظار العرب والمسلمين والعالم ، فينبغي ألاَّ نكون عوناً لها في تحقيق ذلك .

وإذا كان دخول العرب والمسلمين القدس المباركة حراماً فما حكم زيارتهم أقاربهم في سائر المدن الفلسطينية ؟ هل هي حرام لأنها تتم بتأشيرات وقرارات وتصاريح من الاحتلال ؟ هل يصل الأمر إلى تقطيع الأرحام وصلات القربى وحرمان الفلسطينيين من قدوم أهليهم وذويهم إليهم !

لكل ذلك أقول : إنه يجب إن كان هناك فتوى بالتحريم إعادة النظر فيها ، وهذا من باب الأخذ بفقه الأولويات ، ولا ننسى القاعدة الفقهية ” لا ينكر تغير الفتوى بتغير الزمان ” بل حتى ولا بتغير المكان والإنسان والأحوال .

© 2014 TABAH WEBSITE. All rights reserved - Designed by netaq e-solutions