للأعلى
21-سبتمبر-2014

مؤتمر “التصوف أمان للإنسان واستقرار للأوطان” – جروزني، الشيشان

وصل الحبيب علي الجفري إلى عاصمة جمهورية الشيشان في معية شيخه الحبيب عمر بن حفيظ ووفد من العلماء وطلبة العلم في يوم الأربعاء 29 شوال 1435هـ، الموافق 27 أغسطس 2014م، وقد كان في استقبالهم سماحة مفتي البلاد الشيخ صلاح الدين ماجيدوف ومستشار الرئيس للشؤون الدينية الشيخ آدم شهيدوف، وعدد من المسؤولين وطلاب العلم الشريف.

افتتاح مدرسة الحاجة “تبارك” لتحفيظ القرآن الكريم : 

في فاتحة فعاليات الزيارة حضر الضيوف حفلا لافتتاح مدرسة “تبارك” لتحفيظ القرآن الكريم واستهل الحفل الكريم بقراءة آيات من الذكر الحكيم يتلوها الشيخ رياض بازو من لبنان، وذلك بحضور الشيخ محمد صادق كبير علماء أوزبكستان ومفتيها السابق والشيخ حاج أحمد كبير علماء الشيشان والحبيب عمر بن حفيظ ورمضان قديروف رئيس الشيشان والحبيب علي الجفري والحبيب محمد السقاف والشيخ عبد الرحمن با عبّاد والشيخ كامل سميع الله مفتي تترستان والحاج خاص محمد والد مفتي داغستان الذي اغتاله التكفيريون والشيخ صلاح الدين مفتي الشيشان والسيد صالح الجفري من أندونيسيا والسيد عبد الله بن اسماعيل و د. عبد الحكيم أبوبكر من الهند.

قدم ا لحفل المستشار الديني للشؤون الإسلامية الشيخ آدم شهيدوف، وألقى رمضان قديروف رئيس الشيشان كلمة بمناسبة الافتتاح للطلاب وترحيبا بالضيوف من العلماء، ثم ألقى فضيلة الحبيب عمر بن حفيظ كلمة للطلاب حول شرف القرآن وأمانته وما يسر المولى من أسباب للتعلم والتلقي في جيلهم بعد معاناة آبائهم وأجدادهم، ثم ألقى الحبيب علي الجفري كلمته، توجه بعد ذلك العلماء في جولة تعريفية لمباني المدرسة من فصول تعليمية والمسجد والسكن وطريقة التنقل بينهم عبر الأرض مراعاة لأجواء البرد القارص شتاء.

حفل تخريج الدفعة الأولى من جامعة الحاج “كُنت” الإسلامية : 

توجه العلماء لصلاة العصر في مسجد “قلب الشيشان” الذي يعد أكبر مسجد في أوروبا إلى فترة قريبة مع افتتاح مسجد والدة الرئيس الشيشاني في مدينة أرغون، وعقب الصلاة سار العلماء لمبنى جامعة كنت الإسلامية التي تحمل اسم الشيخ الحاج كنت القرشي ثم الإلسخاني (قرية في الشيشان ولد الشيخ فيها)، وهو مؤسس الطريقة القادرية في شمال القوقاز عامة وفى الشيشان خاصة، والذي كان له الدور الأكبر في نشر الإسلام في القوقاز حتى أسلم الشعب الإنغوشي جميعا على يديه، وكان سببا كبيرا في بقاء هوية الإسلام حتى الآن في الشيشان.

تأتي هذه الدفعة الأولى من الخريجين عقب خمس سنوات من تأسيسها، وقد استهل الحفل بقراءة لآيات من كتاب الله تلاها أحد الطلبة الخريحين، وتم تقديم عرض مرئي حول الجامعة منذ التأسيس وعرض إنجازاتها خلال السنوات الخمس، وبعد كلمة مدير الجامعة د.عبدالرحيم تم تكريم رمضان قديروف رئيس الشيشان بالدكتوراة الفخرية، ثم تم تكريم الطلاب الخريجين ، ثم ألقى الحبيب عمر بن حفيظ كلمة بارك فيها للطلاب بسنوات التحصيل للعلوم الشرعية التي أكرمهم الله بها، وحثهم على مواصلة طلب العلم الشرعي، والقيام بواجبهم في التعليم والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والختام بالدعاء والفاتحة.

افتتاح مؤتمر “التصوف أمان للإنسان، واستقرار للأوطان” : 

افتتح المؤتمر عقب صلاة المغرب في قاعة اجتماعات القصر الرئاسي بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها الشيخ علي الغزاوي، تلتها كلمة ترحيبية لفخامة الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، ثم كلمة دار الإفتاء المصرية ألقاها أ.د.شوقي علام مفتي الديار المصرية، ثم كلمة علماء القوقاز ألقاها كبير علماء الشيشان ورئيس مجلس علماء القوقاز: خوجه أحمد، ثم كلمة مفتي الشيشان الشيخ صلاح الدين ماجيدوف، ألقى عقب ذلك الشيخ أسامة الأزهري المشرف على مكتب رسالة الأزهر كلمة تعريفية بمعالم المؤتمر، واختتم الحبيب عمر بن حفيظ عميد دار المصطفى للدراسات الإسلامية بحضرموت فعالية الافتتاح بالفاتحة والدعاء.

المحور الأول :

في اليوم التالي استهلت الجلسات النقاشية للمؤتمر بدءاً بالمحور الأول: (التصوف جوهرٌ أخلاقيٌّ، استقرت به الأوطان، وارتقى به الإنسان، وعرف به الرحمن).

وقد كان عنوان الجلسة الأولى: دور التصوف في استلهام أخلاق الشريعة واستقرار المجتمعات والأوطان، وسريان معاني الرحمة والنبل في كل شيء (القوقاز نموذجا)، برئاسة د.إدريس الفهري الفاسي خطيب جامع القرويين بفاس والأستاذ بجامعتها، ومقرر الجلسة: الشيخ أحمد العبيد أمين سر لجنة الرقابة الشرعي بسوق هيئة المال الكويتية، والكلمة الرئيسة للشيخ آدم شهيدوف مستشار الرئيس الشيشاني للشؤون الدينية، مع مداخلة لفضيلة الشيخ محمد صادق محمد يوسف المفتي السابق لأوزبكستان.

عقب استراحة قصيرة ابتدأت الجلسة الثانية بعنوان: (التخلية): وأثر ذلك على “تصحيح المفاهيم المغلوطة للمصطلحات الشرعية المختطفة كالجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والوسطية والتجديد”، برئاسة د.محمد مهنا مستشار الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وتقرير الشيخ اسماعيل الكردي، تحدث فيها حول عدد من المسائل التي يساء فهمها وتثار فيها الشبهات، وتثير القلاقل في الأوطان، ويراق بها دم الإنسان.

المحور الثاني :

في الفترة المسائية ابتدأت جلسات المحور الثاني للمؤتمر: (دور التصوف في “بناء” الإنسان الرباني، الذي يرى الناس من خلاله محاسن الشريعة، ويدل على الله بقاله وبحاله)

أولى جلسات المحور الثاني تحدث فيها فضيلة الحبيب عمر بن حفيظ، عميد دار المصطفى بتريم للدراسات الإسلامية ضمن عنوان: (التحلية): التصوف منهج تربوي يربي إنسانا محمديا، يعمر الكون، ويكون مظهرا للخلق النبوي، وقد رأس الجلسة: الشيخ عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية في مصر، والمقرر: الحبيب محمد بن عبد الرحمن السقاف، مدير عام قناة الإرث النبوي.

رأس الجلسة الثانية عقب صلاة المغرب الدكتور محمود المصري الحلبي ضمن عنوان: (التخلية): دور التصوف في حماية الإنسان من الغلو والتطرف والغلظة والخراب، “وفي إقامة” ميزان عادل يسلك بالإنسان المسلك “الأرقى” في كل شيء، وقد تحدث فيها الشيخ محمد عبدالباعث الكتاني، والمقرر: الشيخ أويس الشيشاني.

المحور الثالث : 

واستهلت جلسات المحور الثالث للمؤتمر: (التصوف يسري في علوم الأمة سريان ماء الورد في الورد، والسند العلمي رواية ودراية وتزكية لا يمكن وجوده إلا ممتزجا بالتصوف).

رأس الجلسة الأولى فضيلة مفتي الديار المصرية الشيخ شوقي علّام ضمن عنوان:

(التحلية): استقراء تاريخي لرجال التصوف المبثوثين في أسانيد العلوم المختلفة، والمقرر: الدكتور عبدالحكيم أبوبكر أحمد، وتحدث فيها الشيخ أسامة السيد الأزهري المشرف على مكتب رسالة الأزهر كيف أن علوم الأمة على مدى قرون تدور على رجال التصوف، بحيث إن من اعتبر التصوف خروجا عن الإسلام انقطع سنده “قرآنا” حديثاً وأصولا وفقها ونحوا وسلوكا وغير ذلك.

خاتمة الجلسات العلمية في المؤتمر عنوانها: (التخلية) حركة الاحتساب والنقد الداخلي الذاتي، والتنقية الدائمة، انطلاقا من الإشارة النبوية: “إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث”، تحدث فيها الشيخ محمد يحيى الكتاني، المدرس بالأزهر الشريف ونائب رئيس اتحاد علماء الصوفية وكيف يمكن تحقيق ذلك من خلال “الجنيد سيد الطائفة، الإمام القشيري، حجة الإسلام الغزالي، سلطان العلماء العز بن عبد السلام، سيدي أحمد زروق، الإمام الحداد، الإمام الرائد الشيخ محمد زكي إبراهيم”، وشدة الحاجة إلى إعادة ربط التصوف اليوم بالعلم، وإحياء فقه السند بكل ما فيه من توريث خبرات الأجيال لما يليها من أجيال، ورأس الجلسة  الشيخ محمد الشيخ حسن قريب الله شيخ الطريقة السمانية في السودان، والمقرر: الشيخ عبد الرحمن باعباد.

الجلسة الختامية : 

تحدث الشيخ د.محمد مهنا مستشار الإمام الأكبر شيخ الأزهر للشؤون الخارجية ملخصا لمحاور وجلسات المؤتمر خلال الأيام الثلاثة، عقبه الشيخ أسامة الأزهري في قراءة البيان الختامي والتوصيات، واختتم المؤتمر بدعوات مباركات من فضيلة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ عميد دار المصطفى بتريم للدراسات الإسلامية.

حضر السادة العلماء والوفد المشارك حفلا إنشاديا في مديح النبي صلى الله عليه وآله وسلم أدى فيه المنشد مصطفى عاطف، وشاركت في بعض الأناشيد الطفلة خطمة ابنة الرئيس رمضان قديروف، جدير بالذكر أن موقع الحفل الإنشادي على ضفاف النهر الذي كان الشيوعيون يُلقون فيه أشلاء علماء الشيشان وصلحائها بعد طحن عظامهم في مطحنة على ضفافه، والتي تضم اليوم في جوارها جامع قلب الشيشان، وجامعة الحاج “كُنت” الإسلامية التي حضر العلماء حفل تخريج الدفعة الأولى منها.

© 2014 TABAH WEBSITE. All rights reserved - Designed by netaq e-solutions