للأعلى
29-أغسطس-2009

رحلة الحبيب علي الجفري إلى مصر

   وصل الداعية الإسلامي الحبيب علي زين العابدين الجفري القاهرة يوم الثلاثاء 27 شعبان 1430، 18 آب/أغسطس الماضي، بعد غياب دام سبع سنوات عن أرض مصر. وقد فاجأ الحبيب علي المصلين في مسجد الحسين بالقاهرة لدى رؤيته داخلاً إليه بعد عصر الثلاثاء في مستهل الزيارة التي تجاوزت الأسبوع وحفلت بعدد من الفعاليات والزيارات واللقاءات مع هبوب نسمات شهر رمضان المبارك. ولاقت هذه الزيارة المفاجئة، التي اكتنفتها حفاوة كريمة من مختلف طبقات المجتمع، صدى إيجابياً وبهجة عارمة عند الناس.

   وفي لقاء مع سماحة العلامة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية الذي رحّب به في مكتبه بدار الإفتاء، جرى بحث عدد من القضايا المهمّة على المستويين الإسلامي والعالمي.

    ومع انتشار خبر وجود الحبيب الجفري على أرض مصر تسابقت الصحف والفضائيات إلى طلب لقائه، فخصّ برنامجواحد من الناس” على قناة دريم الفضائية بحوار مطول مع الأستاذ عمرو الليثي، تطرق فيه إلى مواضيع كثيرة تتعلق بالدعوة والدعاة، وفوضى الفتاوى الفضائية التي عدّها من قبيل التلاعب بالدين، كما نفى بحزم الشائعة التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام حول تحوّله إلى المذهب الاثنى عشري مؤكداً أنه سني المذهب، وأن الاختلاف عن الشيعة لا يؤدّي إلى التكفير إنما إلى قناعة بأنهم مجانبون للصواب مثلما يعتقدون هم في المذهب السنّي. وأوضح موقفه من رفض التبشير الداخلي بين المذاهب، وأنها جريمة لها عواقبها، وأنه ضد أي عمل منهجي مدعوم خاضع لتوجهات سياسية يمارس التبشير سواء داخل مناطق السنة أو داخل مناطق الشيعة، موجهاً رسالة مركزة وحازمة إلى الشيعة: “العالم يتواطأ عليكم الآن، فلا تفقدوا دعم إخوانكم من السنة واحترموا خصوصياتهم“.

   حرص الحبيب الجفري في بداية الشهر المبارك على صلاة التراويح بالجامع الأزهر وتناول إفطار اليوم الأول في مسجد الحسين. ثمّ لبى دعوة لحضور ندوة أقامتها السفارة اليمنية بالقاهرة حيث كان باستقباله السفير الدكتور عبد الولي الشميري الذي ألقى كلمة الافتتاح رحّب فيها بوجود الحبيب الجفري على أرض مصر ثانية. ودعا الحبيب الجفري في كلمته الحضور الذي كان يضمّ رجال أعمال وفنانين وغيرهم إلى التأمل فيما يرافق شهر رمضان من فهرسة كاملة للكون، وتصفيد مردة الشياطين، وفتح أبواب الجنان، وإغلاق أبواب النيران، وبدايات نزول عموم رحمة الله تعالى على خلقه، وكلها من عطاء الرحمن المبذول للإنسان، ما يرتقي بالصوم من شكلية الامتناع عن الطعام والشراب إلى فقه تزكية النفس، وأن من لم يدع قول الزور والعمل به وغير ذلك من المعاملات الباطلة فلا حاجة لله أن يدع طعامه وشرابه. وفي ختام كلمته توجّه بدعاء خاشع تأثّر به الحضور تأثّراً بالغاً.

    وفي بث مباشر عبر برنامج القاهرة اليوم مع الأستاذ عمرو أديب كانت بداية الكلام حول زيارة الحبيب الجفري لمصر ودلالاتها بالنسبة إليه، ثم كان الحوار حول عدد من القضايا مثل أولويات الدعوة والعلاقة بين الداعية والحاكم، موضّحاً قناعته الراسخة ألا نجعل الدين مصدر شعور بالمنازعة والمنافسة عند الحاكم، وأن هناك فرقاً كبيراً بين النصح وبين تأليب الناس على الحاكم. كما عدّ خطاب الرئيس أوباما للعالم الإسلامي نقلة حضارية نوعية لم تجد الاستجابة المطلوبة من العالم الإسلامي بعد. وذكر أن مؤسسة طابة للدراسات الإسلامية في أبوظبي  – التي أسسها ويرأسهاأصدرت ملخصاً تحليلياً حول وثيقة ’تغيير المسار: اتجاه جديد لعلاقات الولايات المتحدة مع العالم الإسلامي‘ التي كتبها 34 قيادياً أمريكياً من المفكرين والسياسيين.

    هذا وفي ختام زيارته أجرى حواراً مع صحيفة ’المصري اليوم‘ سيُنشر قريباً.وعاد إلى أبو ظبي بعد أن مر لمدة يوم وليلة على الأردن للمشاركة في المجالس الهاشمية بمعية العلامة الشيخ محمد سعيد البوطي وسماحة المفتي الشيخ نوح القضاة حول الحوار الحضاري.

© 2014 TABAH WEBSITE. All rights reserved - Designed by netaq e-solutions