للأعلى
22-نوفمبر-2012

المشاركة في الملتقى السادس للدعاة – تريم، حضرموت

وفد الحبيب علي زين العابدين الجفري إلى مدينة تريم بمحافظة حضرموت، اليمن مساء الثلاثاء 28 ذي الحجة 1433 الموافق 13 نوفمبر 2012 وفي أمسية تلك الليلة أقيم عشاء تعارف للضيوف المشاركين من مختلف الدول منهم وفد من تونس الخضراء يتقدمهم د. عبدالجليل سالم رئيس جامعة الزيتونة.

وفي يوم الأربعاء عقب صلاة الظهر حضر الحبيب علي الجفري مجلس ختم القرآن وقراءة السيرة النبوية العطرة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، ثم تحدث الحبيب علي المشهور بن محمد بن سالم حفيظ رئيس مجلس الإفتاء بتريم مدير دار المصطفى للدراسات الإسلامية ثم كلمة للحبيب علي الجفري رئيس مجلس إدارة مؤسسة طابة للدراسات الإسلامية، أبوظبي تحدث فيها عما مر بوادي حضرموت من فتن ومحن أصابت العلماء والأعيان وفي مقدمتهم الحبيب الشهيد محمد بن سالم بن حفيظ، وركز فضيلته على أهمية صدق الثبات ممتزجا بمعان الانكسار لله عز وجل وشهود معاني العبودية للباري أدبا مع الله، ودوام محاسبة النفس، واستحضار نور السجود القلبي الذي يمنع صاحبه وهو في غمرة قوة انطلاقه من الغفلة عن التأمل في مراد الله فيه. كما بين أهمية التفريق بين المطالبة بنصرة دين الله خالصا وبين المطالبة على نصرة نفسه على مستشهداً بقول فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي (رحمه الله): “الصادقُ في نصرة هذا الدين يقول أريد أن أُحكَمَ بالإسلام ولا يقول أريد أن أَحكُمَ بالإسلام”. ثم ختم كلمته بأن ما حصل ويحصل من ابتلاء وفتن أمر متغير يستدعي الطمأنينة والثقة واليقين بوعد الله وأمره، “والعاقبة للمتقين”.

وعقب صلاة المغرب بدأ احتفال الذكرى السادسة عشرة لافتتاح دار المصطفى بتريم، ثم ألقى السيد كاظم جعفر السقاف كلمة بالنيابة عن إدارة الملتقى، كما ألقى الشيخ عبد المعز الحسني من أستراليا كلمة عن الدعاة المشاركين في الملتقى السادس.

هذا وقد انطلقت عقب صلاة الظهر من يوم الخميس فعاليات اليوم الأول للملتقى السادس للدعاة بتريم، حيث كان المحور الأول بعنوان (ضوابط ومستحسنات النشاط الدعوي الإعلامي) قدمه السيد زيد بن يحيى مدير مركز النور للدراسات والأبحاث بتريم والشيخ عون القدومي مدير معهد المعارج بالأردن. وتلاه عقب صلاة العشاء المحور الثاني بعنوان (مدى التعاون والتنسيق بين المؤسسات الإعلامية) قدمه السيد محمد عبدالرحمن السقاف مؤسس قناة الإرث النبوي من المملكة العربية السعودية والشيخ عبد الفتاح قديّش المشرف العام على مركز الخيرات بصنعاء.

وفي اليوم الثاني للملتقى عُقد المحور الثالث الذي قدمه الحبيب علي الجفري والشيخ عمر بن حسين الخطيب بعنوان: (الحوادث والمتغيرات.. كيف يكون الداعي معها فهما وتعاملا)، وتمحورت كلمة الشيخ عمر الخطيب عضو مجلس الإفتاء بتريم والأستاذ بدار المصطفى للدراسات الإسلامية حول تحرير مصطلح الحوادث والمتغيرات ومفهومه الشرعي وضرورة الاستضاءة بدلالات الخطاب النبوي حول هذه المتغيرات.

تلتها كلمة الحبيب علي الجفري التي استهلها بالإشارة إلى تحرير المصطلح في كلمة الشيخ عمر الخطيب، وضبطه لدلالات الكلمات، مشيراً إلى أن إغفال هذا الأمر المهم في ظل الحوادث والمتغيرات التي نعيشها اليوم سيفضي إلى حالة من التخبط والخلط وضياع البوصلة. و طرح تساؤلاً عن تعريف المتغيرات من حولنا والمرتكز الذي ينبغي أن نصدر عنه في النظر إليها، أهو المرتكز السياسي أم الاقتصادي أم الثقافي أم الاجتماعي؟ وما هو المرتكز الذي ينبغي على الداعية إلى الله عز وجل أن ينطلق منه؟ ثم قال: على الداعي إلى الله أن يفقه بأن مهمته هي العمل على ربط قلوب الخلق بالخالق من خلال الهدي الذي أرسل الله به نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.

لذا دعونا نقول أن المرتكز في حديثنا الآن هو المتغيرات من حيث صلة هذه المتغيرات بمهمة الداعي إلى الله، فمن المعيب أن تكون نظرة طالب العلم أو الداعية إلى المتغيرات من حوله بعيدة عن منطلق  مهمته بعينها.  وركز على فهم هذه المتغيرات من منطلق “قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني”.

تطرق الحبيب بعد ذلك إلى أربعة منطلقات رئيسة في نظرة الداعية إلى المتغيرات من حوله، وهي:

1.      الأمية الدينية

2.      إشكالات الخطاب الإسلامي بتفاعلاته الفكرية مضمونا وصياغة ولغة، والحركية تعايشا وتفاعلا وخدمة للدين .

3.      الهوة الحضارية

منطلقا من الحكم الشرعي لفروض الكفايات في الإسلام، وأن المشكلة ليست في الاستفادة مما ينتجه غيرنا بل في أن نكون عالة عليهم، كما أن الهوة الأخلاقية لا ينبغي إغفالها في هذا السياق

4.  الانفتاح الثقافي

مشيرا إلى أن عصر الحجب والمنع قد انتهى وولى، وأن الانفتاح الثقافي نعمة وفرصة لكون البضاعة الأفضل هي التي تروج فيه ولكنه اصبح مشكلة بسبب تفاعله مع النقاط الثلاثة السابقة

وختم الحبيب كلمته بنقطتين:

أولا: لا يكبرن في صدر الداعية شيء من كل ذلك وأكثر، فإن معه وعد الله ويقينه به

ثانيا: يبدأ حل كل تلك المشكلات من حلقة التعليم التي يتقن معلمها دوره التعليمي والأخلاقي.

وأسدل ستار اليوم الثاني من الملتقى بأمسية مع رئيس مجلس الإفتاء بتريم تحدث فيها عن أهمية الفضيلة في تكوين الداعية وقال: إن الناس لا يبحثون عن صوركم وهيئاتكم ولا حتى عن فصاحة خطابكم ولكنهم يبحثون فيكم عن الفضائل. وتكلم بعده الحبيب علي الجفري عن أهمية الاتساع للاختلاف وأهمية القدرة على العفو والمسامحة.

وفي يوم السبت عقب صلاة الظهر كان المحور الرابع بعنوان (دور الداعية في أسرته) قدمه السيد طاهر بن حسين العطاس الباحث في مجال بناء الأسرة والسيد حسين بن عبدالقادر السقاف المشرف على موقع “همّة”.

وعقب صلاة العشاء عقدت الجلسة الختامية لفعاليات ملتقى الدعاة السادس بتريم التي تحدث فيها عدد من الدعاة الحاضرين من مختلف الدول مثل جنوب إفريقيا وكينيا كما عرضت بعض المؤسسات تجربتها مثل قناة الإرث النبوي الفضائية ومركز النور للأبحاث وخدمة المخطوطات ومدرسة التزكية من ماليزيا ثم كلمة الحبيب علي المشهور بن حفيظ تلتها كلمة عبر البث المرئي من خلال شبكة الانترنت للحبيب عمر بن حفيظ.

ومن الجدير بالذكر أن فعاليات الملتقى حضرها جمع كبير من الدعاة والخطباء ومدرسي حلقات المساجد تجاوز عددهم الألف من الرجال والنساء.

© 2014 TABAH WEBSITE. All rights reserved - Designed by netaq e-solutions