للأعلى
22-مارس-2013

استشهاد شيخنا العلامة محمد سعيد بن رمضان البوطي

إنا لله وإنا إليه راجعون

وصل خبر استشهاد شيخنا الحَبر العلّامة الإمام محمد سعيد بن رمضان البوطي

ليلة الجمعة أثناء إلقائه درسه الأسبوعي في جامع الأيمان بدمشق بتفجير آثم كما استُشهد في المسجد حفيده أحمد وعدد من طلاب العلم ..

فانصدعت قلوب من يعرفون قدر الأكابر بخبر فقد طود من أطواد العلم وعلَم من أعلام المعرفة

قضى عمره معلما وداعيا ومؤلفا مع زهد في الدنيا الفانية وشجاعة في الصدع بما أوصله إليه اجتهاده بأنه الحق دون مبالاة برضى الخلق أو سخطهم .

تعلّم في دروسه ومن كتبه أجيال من الأمة ..

وقد منّ الله عليّ بالأخذ عنه وبصحبته سفرا وحضرا فوجدت عِلما وورعا وزهدا وقلبا قد حُشي حُبا لله وعينا بكّاءة بدمع المحبة والخشية الرقراق ..

عُرضَت عليه الدنيا مرارا فأعرض عنها واكتفى منها بشقة متواضعة يسكنها وببلغة يتبلغ بها..

وقد هاتفته قبل اسبوعين فكان من آخر ما قاله: “إنه لم يبق من العمر إلا أياما معدودة وإني لأَستروح الجنة من ورائها فلا تنس أخاك من الدعاء”..

شهد له من اختلف معه من العلماء العاملين فضلا عن المتفقين معه بالصدق والأمانة والورع .. وبأنه لا ينطق إلا بما أوصله إليه اجتهاده ونظره ..

وكنت أناقشه حول الأحداث التي تجري في المنطقة وقد يشتدّ النقاش والاختلاف في وجهات النظر فلا أجد بعدها منه جفوة ولا تجريحا بل كان يقول في آخر أيّامه رحمه الله : كل من وقع فيّ أو اتهمني اجتهادا فأرجو أن لا يخلو من أجر الاجتهاد ..

اللهم اقبله عندك في الشهداء وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة واجعل قدومه عليك شفاعة في نفسه وفي أهل بيته وطلابه وفي رفع البلاء عن الشام وأهله وعن الأمة واخلفه بخلف صالح ..

وإن من يستسيغ هذه الجريمة النكراء لاختلافٍ في المواقف أو الاجتهاد شريك لمن ارتكبها في إثم القتل وجريمة التعدي على بيوت الله .

© 2014 TABAH WEBSITE. All rights reserved - Designed by netaq e-solutions