للأعلى
27-يونيو-2006

لقاء موقع الدورة الصيفية بدار المصطفى بتريم – اليمن

في إجازة كل عام تبدأ الدورات التعليمية التربوية لماذا أنشأت هذه الدورات؟ وما هي الاستفادة المرجوة منها؟

الحمد لله وصلى الله وسلم على سيدنا محمداً وسلم تسليماً كثيراً..

وبعد فقد يسر الله عز وجل هذه الدورات التعليمية التربوية كوسيلة للإسهام في رفع الوعي بين المسلمين شباباً وكهولاً مثقفين ومبتدئين ومشتغلين بشئون الحياة المختلفة، وذلك معالجةً لفراغٍ حصل في الثلاثين أو الخمسين السنة الماضية في مستوى التعليم الديني للمسلمين عموماً ولأبناء وطننا الغالي، هذه الفراغات نشأت بسببها أنواع من التصرفات الغير متزِنة إما من خلال محاولات بنيةٍ حسنةٍ لخدمة الإسلام لكن بغير استبصار أوردت الناس سوءَ تصرف وتسببت في نظرة إلى الدين غير صحيحة، فحرموا أنفسهم وحرموا بعض من يحيط بهم في المجتمع من الاستفادة من معطيات هذا الدين العظيم الذي يبني الإنسان فكراً وسلوكاً وحالاً وخلقاً مع الله عز وجل وتناولاً لمعطيات العصر عمارةً لهذه الأرض، فجاءت هذه الدورات تجمع للطالب الذي يدرس فيها بين معلومات شرعية يأخذها في مدة الدورة للأساسيات التي يحتاج إليها كل مسلم, ومن حضر الدورة الماضية وجاء إلى الدورة التي تليها بنى فوق الأساس الذي أخذه في الدورة التي سبقتها وبدأ يتسع أيضاً مع المعلومات الشرعية التي يأخذها يتسع للطالب الأفق الفكري في فهم الواقع المحيط به والتعامل معه بعيداً عن التشنج وعن مجرد ردة الفعل بغير تبصر وغير تفهم. أيضاً في الدورة المنهج التربوي أو الأساس التربوي الذي يُحيي في الإنسان روح الإخلاص مع الله عز وجل وطلب العمل من أجل الله جل جلاله والتخلص من المصالح الذاتية والحقوق النفسية خلال العمل إحياءً للقيم الأخلاقية التي نحتاج إليها اليوم كأمة في تعاملاتنا.

فإذا اجتمعت هذه المقاصد الثلاثة في الدورات, التعليم والسلوك والفكر الدعوي هيأت للطالب الذي يدرس في الدورة أو الذي يتردد على الدورة والحاضر فيها مجالاً لأن ينظر نظرة أوسع لصلته مع الحياة ولتعامله مع الواقع بقدرةٍ أعلى على التعامل مع الناس بمختلف توجهاتهم وآرائهم وهمةٍ أكبر في إصلاح الوضع المحيط به وتبصرٍ في التعامل مع هذا الوضع، وحالٍ مع الله بذوق الإيمان.

ما هي الفئات المستهدفة في هذه الدورات؟

الدورات التعليمية منها ما هي دورات الأساسية مثل الدورة الأم هنا بدار المصطفى بتريم أو الدورة الأم هناك في عدن في أربطة التربية الإسلامية يكون فيها مستوى معيَن من الطلاب وهم الجامعيون ومن كان في مستواهم في السن أو في الخبرة أو خريجوا الجامعات من الموظفين الإداريين المختلفين وهناك دورات فرعية تتعامل مع طلاب الثانوية والمتوسطة والابتدائية تنتشر في أرجاء اليمن المبارك وفي أرجاء حضرموت من اليمن.‬

كيف كانت بداية تأسيس أو فكرة تأسيس هذه الدورات؟

كانت بداية هذه الدورات على يد سيدي الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ حفظه الله تعالى وبارك في همته وفي دعوته، وابتدأت من بيته والمسجد الذي جوار بيته فكان هناك عدد يسير من الطلاب حضروا الدورة الأولى ثم في السنة التي تليها وصلوا إلى 150 طالب، والدورة التي تليها وصلوا إلى 500 طالب، وأخذوا يتداعون وكان غالب من يحضرها في البداية من طلاب المدارس المتوسطة والموحدة والمدارس الثانوية، ثم بعد ذلك بدأت تنقسم إلى دورة رئيسة يأتي إليها خريجو الثانويات والجامعيون وخريجو الجامعات، ودورات فرعيه للطلاب الذين لا يزالون في مراحل التعليم الأساسي.

في هذه الدورات يحضر الكثير من الطلاب من الدول الأوربية والغربية بشكل عام كيف يتم التعامل معهم؟

في الحقيقة الشباب الذين يأتون ممن أكرمهم الله بالإسلام أو من أبناء الجيل الثاني من المسلمين الذين ارتحلوا إلى تلك البلدان يأتون وعندهم تعطش كبير للخطاب الروحي الذي يحيي في الإنسان ذوقَ المعاملة مع الله عز وجل والإحساس والشعور بالخلق النبوي الشريف ومعاملة الناس فيكون هذا الجاذب الأول لهم للحضور إلى هذه الدورات ويجدون والحمد لله فيها الكثير من بُغيتِهم مع ما يضاف إليهم من معلومات شرعية يتعلمونها وإذا جاؤوا وجدوا الجو المناسب والبيئة المتوفرة هنا في اليمن في حضرموت وبالذات في تريم مدينة العلم يجدون البيئة التي تعينهم على تهذيب وتزكية الأنفس وهذا سبب محبتِهم للمجيء، وأما ما يعامَلون به فهو نفس المنهج التربوي النبوي الذي يحتاج إليه كل إنسان يأتي من أقصى الشرق أو من أقصى الغرب هناك قاسم مشترك وهو مخاطبة النفس الإنسانية بالتزكية ومخاطبة الروح بالسمو والرقي هذا يحتاج إليه الإنسان الذي يعيش في أدغال أفريقيا كما يحتاج إليه الذي يعيش في ناطحات سحاب نيويورك كما يحتاج إليه الذي يعيش في صحراء سيبريا لأنه قاسم مشترك في النفس الإنسانية وهناك إضافات أخرى تتعلق بالفكر والوعي هذه التي يتفاوت الناس فيها على حسب تفاوت مستوى ثقافاتهم إضافة إلى ما يقدم لإخواننا يأتون من الغرب من أمر مشترك بينهم وبين غيرهم يُراعى من لا يعرف اللغة العربية منهم، فيوجد والحمد لله هنا الترجمة الفورية يتناوب هنا عدد من الطلاب الغربيين الموجودين بالدار على الترجمة الفورية ويكون هناك سماعات لا سلكية في آذان الطلاب الغربيين فيستمعون إلى الترجمة الفورية وهم في الدرس وهناك دروس أخرى باللغة الإنجليزية يلقيها عليهم الطلاب الذين سبقوهم في العلم والتعلم.

هناك تعقد دورات للمعلمين هل من صلة أو ترابط مباشر بين الدورات الصيفية والدورات الأخرى التي تنظم مثل دورة المعلمين؟

هناك أيضاً تعقد دورات للمعلمين الذين يقومون بمهمة هي من أشرف المهمات في العالم وهي مهمة التعليم والتي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: إنما بعثت معلماً ، هناك اهتمام والحمد لله بالمعلمين في دورات البعض منها يكون مشتركا بين دار المصطفى للدراسات الإسلامية وبين وزارة التربية والتعليم بالجمهورية اليمنية مثل الدورة التي عقدت قبل حوالي ثلاثة أشهر في الوادي هنا في حضرموت ومنها ما يكون مباشرة من المعلمين ويأتي ويسجل في الدورات الأخرى الموجودة . ‬

الداعية والمفكر الإسلامي الحبيب علي زين العابدين بن عبد الرحمن الجفري شكراً جزيلاً.

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً على اهتمامكم واعتنائكم وأسأل الله أن يوفقكم ويوفق دولتنا إلى القيام بما فيه الخير للأمة الإسلامية عامة ولأهل البلاد خاصة.

© 2014 TABAH WEBSITE. All rights reserved - Designed by netaq e-solutions