للأعلى
10-ديسمبر-2015

بيت المقدس والمسجد الأقصى

كثر اللّغطُ حول صحة تسمية بيت المقدس، وكون المسجد الأقصى الشريف المذكور في القرآن الكريم هو المسجد المعروف اليوم في القدس المحتل بفلسطين، وقد تمت كتابة هذه الأسطر مع بذل الوسع في توضيح الأمر بموضوعية وهدوء؛ بعيدًا عن النزاعات والصخب.

أولًا: تأسست المدينة على أيدي الكنعانيين قبل وجود اليهود وكان اسمها: “أوروسالِم” و”أورشليم” أي مدينة السلام، وسالِم هو رمز السلام واسم “إله السلام” عند الكنعانيين.

التوراة “العهد القديم”:

ثبت في نصوص التوراة أنّ سيدنا إبراهيم عليه السلام التقى بملكها كما جاء في العهد القديم في سفر التكوين: “وعند رجوعِ أبرامَ منتصرًا على كَدَرلَعَومَرَ والملوكِ الّذينَ حاربوا معه، خرجَ مَلِكُ سدومَ للقائهِ في وادي شَوَى، وهوَ وادي الملِكِ. وأخرج مَلكيصادِقُ، مَلِكُ شاليمَ، خُبزًا وخمرًا، وكان كاهنًا للهِ العليِّ، فبارَكَ أبرامَ بقوله: “مباركٌ أبرامُ مِنَ اللهِ العليِّ خالِقِ السَّماواتِ والأرضِ، وتباركَ الله العليُّ الّذي أسلَمَ أعداءَكَ إلى يَدِكَ”.

اكتشاف تل العمارنة التاريخي:

رسائل تل العمارنة
رسائل تل العمارنة

كما ثبت في رسائل تل العمارنة التي عُثر عليها عام 1887 مراسلة بين ملك هذه المدينة والفرعون “أمنحُتب الرابع” تسمية المدينة المقدسة بنفس الاسم “أوروسالِم أو أورشاليم”، جاء فيها: “إنّ هذه الأرض، أرض أوروسالم، لم يعطني إياها أبي وأمي، ولكن أيدي الملك القوية هي التي ثبتتني في دار آبائي وأجدادي، ولم أكن أميرًا بل جنديًا للملك وراعيًا تابعًا للملك.. منحت ملكية الأرض أوروسالم إلى الملك إلى الأبد ولا يمكن أن يتركها للأعداء”.

“ترجم الرسائل من الألواح المكتوبة باللغة المسمارية إلى اللغة الإنجليزية وليم موران؛ الذي أمضى جُلّ عمره في ترجمتها، وصدرت عن جامعة جون هوبكنز 1992، ووليم موران هو أستاذ الانسانيات في قسم لغات وحضارات الشرق الأدني بجامعة هارفارد، وقد ترجم النص إلى العربية سليم حسن صاحب موسوعة تاريخ مصر القديمة في الجزء الخامس”.

وفي دراسة كتبها د. نبيل الفولي : “أقدم وثيقة محفوظة أوردت اسم “القدس” (أورسالم – أورشاليم) هي وثيقة مصرية ترجع إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد، حيث كان سنوسرت الثالث (1878 – 1843ق.م) يعد ملك “روشاليموم” أو “أوشاميم” عدوا له يستحق اللعنة في الطقوس الدينية”. “وهناك وثائق أخرى ذات أهمية أكبر في هذا السياق، وهي رسائل تل العمارنة المصرية المكتوبة بالخط المسماري على ألواح عتيقة، وترجع في تاريخها إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد؛ أي إلى عصر أخناتون (1372 – 1354 ق.م). وقد اكتُشفت هذه الألواح سنة 1887م على يد فلاحة مصرية لم تعرف قيمتها، ونُقل ما نجا منها (حوالي 370 لوحا) إلى متاحف العالم في القاهرة وبرلين ولندن وبلجيكا وروسيا وإستانبول وباريس وغيرها”.
“وكان أمير أورشليم (القدس) حينئذ يُدعى “عبدي خيبا”، وقد تحالف مع بعض الأمراء المجاورين له لرد الغارات البدوية عن مناطق نفوذهم، لكنهم اختلفوا فيما بينهم، وهُزم “عبدي خيبا” أمام حلفائه السابقين وأمام البدو، وتقلصت المساحة التي يحكمها، حتى حوصر في “أورشليم”، وبعث إلى أخناتون برسائل الاستنجاد الحارة، حتى قال في إحداها: “إنهم الآن يحاولون الاستيلاء على يوروساليم، وإذا كانت هذه الأرض ملكا للملك، هل تترك يوروساليم تسقط؟!”. لكن سوء الأحوال في مصر ذاتها حال دون إنقاذ شرق البحر المتوسط من الخروج عن السيطرة المصرية”.
على حين أن دخول يوشع بن نُون ببني إسرائيل إلى القدس كان عام 1451 قبل الميلاد أي بعد تاريخ نص “سنوسرت الثالث” الذي يثبت تسميتها “أورشليم” بأكثر من أربعة قرون، وأما مملكة دَاوُدَ فقد كانت في الفترة 966 قبل الميلاد إلى 963 قبل الميلاد واكتشاف تل العمارنة يثبت أن الاسم سبق وجود مملكة اليهود فيها بأكثر من أربعة قرون أيضًا! ونص التوراة السابق مع اكتشاف تل العمارنة يثبتان على نحو جلي أن اسم “أورشاليم” ليس يهوديًا، كما يدَّعيه البعض؛ بل هو كنعاني.
كما كان لبيت ألمقدس اسم لاحق وهو “يبوس” نسبة إلى إحدى قبائل كنعان الذين سكنوها قبل اليهود، ففي العهد القديم من “سفر القضاة”:
“فلم يرد الرجل أن يبيت بل قام وذهب إلى مقابل يبوس، وهي أورشليم ومعه حماران مشدودان وسُريّته معه وفيما هم عند يبوس والنهار قد انحدر جدًا قال الغلام لسيده تعال نميل إلى مدينة اليبوسيين هذه ونبيت فيها فقال له سيده لا نميل إلى مدينة غريبة حيث ليس أحد من بني إسرائيل هنا”.
وقد سبقت محاولة اغتصاب الأرض من أهلها قديمًا ففشلت، ففي سفر يوشع: “وأما اليبوسيون الساكنون في أورشليم فلم يقدر بنو يهوذا على طردهم فسكن اليبوسيون مع بني يهوذا في أورشليم إلى هذا اليوم”. ثمّ إنّ اليبوسيين هم الذين بنوا الحصن الذي أطلق عليه اليهود اسم “صهيون”، ولكن الصهاينة انتحلوه ليثبتوا لهم حقًّا في الأرض.
ودليل ذلك من العهد القديم من سفر صاموئيل الثاني: “وذهب الملك ورجاله إلى أورشليم إلى اليبوسيين سكان الارض. فكلموا داود قائلين لا تدخل إلى هنا ما لم تنزع العميان والعرج، أي لا يدخل داود إلى هنا، وأخذ داود حصن صهيون، هي مدينة داود”. بل لقد ورد ذكر “فلسطين” في التوراة، ففي سفر صموئيل الأول: “تشددوا وكونوا رجالًا أيها الفلسطينيون لئلا تستعبدوا للعبرانيين كما استعبدوا هم لكم، فكونوا رجالًا وحاربوا. فحارب الفلسطينيون وانكسر إسرائيل وهربوا، كل واحد إلى خيمته، وكانت الضربة عظيمة جدًا وسقط من إسرائيل ثلاثون ألف رجل”.

وبهذه النقول من التوراة ومن توثيق الاكتشاف التاريخي بتل العمارنة تقوم الحجة على خطأ من يدعي أنّ اسم أوروسالِم أو أورشاليم تسمية يهودية. كما أن بيت المقدس عُرف باسم “إيلياء” نسبة إلى إيلياء بن إرم بن سام بن نوح، وهو اسم اعتمده الإمبراطور الروماني “هادريان”، لتوافقه مع اسم “إيليا كابيتولينا”، وصدر الاسم “إيليا”، وهو لقب عائلة هادريان، و”كابيتولين جوبيتر” هو الإله المعبود عند الرومان.

ثانيًا: تسمية “بيت المقدس” و”المسجد الأقصى” قديمة وهي متعلقة بكون المسمى هو ثاني بيوت الله تأسيسًا في الأرض بعد البيت الحرام بمكة المكرمة الذي ذكره تعالى في سورة آل عمران بقوله: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}.
وفي صحيحي البخاري ومسلم من طريق أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟
قال صلى الله عليه وآله وسلم: “المسجد الحرام”.
قال قلت: ثُم أي؟
قال: “المسجد الأقصى”.
قلت: كم كان بينهما؟
قال: “أربعون سنة”.

تسمية بيت المقدس

استفاضت الأحاديث النبوية في ذكر اسم بيت المقدس على نحو لا يمكن إنكاره؛ فمن ذلك:1. “لما كذبتني قريش قمت في الحِجر فجلّى الله لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه”. صحيح البخاري
2. “أُتيت بالبراق فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربـطـته بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين، ثم عُـرج بي إلى السماء”. صحيح مسلم
3. عن ميمونة رضي الله عنها قالت: يا نبي الله أفتنا في بيت المقدس. فقال ﷺ: “أرض المنشر والمحشر ائتوه فصلوا فيه فإن صلاة فيه كألف صلاة فيما سواه”، قالت أرأيت من لم يطقْ أن يتحمل إليه أو يأتيه؟ قال: “فليهد إليه زيتًا يسرج فيه فإن من أهدى له كان كمن صلى فيه”. أخرجه أحمد في المسند وابن ماجه في السنن.
4. سأل ذو الأصابع رسولَ الله ﷺ أين تأمرنا إن ابتلينا بالبقاء بعدك؟ قال: “عليك ببيت المقدس فلعلّه أن ينشأ لك ذرية يغدون إلى ذلك المسجد ويروحون”. مسند الإمام أحمد.

تسمية المسجد الأقصى

كذلك وردت تسمية المسجد الأقصى في أحاديث مستفيضة على خلاف ما يدعيه البعض من أنه لم يُعرف إلا بعد خمسين سنة من البعثة النبوية الشريفة ومنها:

1. الحديث المتقدم ذكره من كون المسجد الأقصى هو ثاني بيوت الله عمارة في الأرض بعد مكة الكعبة المشرفة.
2. “لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى”. متفق عليه.
3. “من أهلّ من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام بعمرة غفر الله له ما تقدم من ذنبه”. مسند أحمد وصحيح ابن حبان وأبو يعلى والدارقطني والطبراني في الكبير.

ثالثًا: الاحتجاج بأن الاسم المستخدم في العهدة العمرية هو إيلياء وليس بيت المقدس:
هذا احتجاج باطل لأن العهدة كانت للمسيحيين بعد طرد الاحتلال الروماني من القدس وقد كانوا يطلقون على المدينة اسم “إيلياء” من بين بقية أسماء المدينة المقدسة فكاتبهم سيدنا عمر رضي الله عنه بالاسم الذي ألفوه، مع كونه أحد أسماء القدس الشريف التي تقدم ذكرها في النقطة الأولى “بيت المقدس، أوروسالِم، أورشاليم، يبوس، إيلياء”. واختيار أحد الأسماء المتعددة لا يصح الاحتجاج به في نفي غيرها، فَلَو كتب أحدهم رسالة عن مصر وسماها “المحروسة” فهذا لا ينفي كون اسمها مصر. وإذا كاتب مصريٌ أوروبيًا لكتب له “ايجبت Egypt” فهذا لا ينفي عن البلد اسم مصر، ولو كتب أحد الدمشقيين رسالة عن “دمشق” فاستخدم اسم “الشام” كما هو مصطلح عليه بين السوريين فهذا لا يعني أنها ليست دمشق.

رابعًا: الزعم أن المسجد الأقصى المذكور في القرآن الكريم هو مسجد بين مكة والطائف نقلًا عن الواقدي وغيره هو زعمٌ باطلٌ لا تقوم به حجة للأسباب التالية:
1. الواقدي تحدث عن مكان إهلال النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالعمرة عند عودته من غزوة حنين من قرية اسمها “الجعرّانة”، وقد كانت في السنة الثامنة من الهجرة أي بعد الإسراء بأكثر من تسعة أعوام!
2. الآية الكريمة تنص على أن الإسراء كان من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وليس العكس كما ورد في الواقدي من أنه صلى الله عليه وآله وسلم أهلّ بالعمرة من مسجد الجعرانة الأقصى إلى المسجد الحرام! وهذه النقطة دليل كافٍ، بما لا يدع مجالًا للشك، يثبت خطأ استشهاد البعض بكتاب الواقدي في محاولة نفي أن المسجد الأقصى هو المسجد المعروف اليوم في القدس المحتلة واعتباره مسجدا بين مكة والطائف.
3. الواقدي كان يصف مسجدين تم بناؤهما بالجعرانة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أحدهما كان في أقصاها والآخر في أدناها، ويؤكد أن مكان إحرامه صلى الله عليه وآله وسلم من موقع المسجد الأقصى فيها وليس الأدنى؛ فقد ذكر الواقدي في كتابه المغازي الآتي: “انتهى رسول الله إلى الجعرانة ليلة الخميس فأقام في الجعرانة ثلاث عشرة ليلة، فلما أراد الانصراف إلى المدينة خرج من الجعرانة ليلًا فأحرم من المسجد الأقصى الذي تحت الوادي بالعدوة القصوى، وكان مصلى رسول الله إذا كان بالجعرانة، فأما المسجد الأدنى فبناه رجل من قريش اسمه عبد الله بن خالد الخزاعي”. فأين هذا النص الواضح الدلالة من شدة الخلط وعشوائية الخبط لدى من أورده ليستدل به على أن المسجد الأقصى الشريف في طريق الطائف؟!
4. الواقدي نفسه ذكر أن سيدنا عمر رضي الله عنه فتح بيت المقدس فقال عند ذكره لأبي ذَر الغفاري رضي الله عنه: كان حامل راية غفار يوم حنين أبو ذر، وقد شهد فتح بيت المقدس مع عمر.
5. أنّ آية {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}. تشير إلى معجزة اقتضت نزول آية تصفها، تبدأ بتسبيح الله وتنزيهه وتقديسه؛ وقرية الجعرانة لا تبعد عن مكة المكرمة أكثر من 25كم، فأين المعجزة في هذا؟! ولماذا استنكر كفار قريش إمكانية ذهاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليها وعودته في ليلة واحدة واستعظموا حصوله وكذّبوه في ذلك؟!

خامسًا: بيت المقدس مدينة مقدسة عند جميع الأنبياء على مر العصور، وكون اليهود يعتبرونها مقدسة فهو أمر منسجم مع ما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وليس نافيًا لقدسيتها.
قال تعالى على لسان الكليم موسى عليه السلام: {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ}.
وقال تعالى: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا}.
وقد تقدم حديث: “أُتيت بالبراق فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربـطـته بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين، ثم عُـرج بي إلى السماء”، وفيه تأكيد زيارة الأنبياء عليهم السلام للمسجد الأقصى الشريف. قال ابن كثير رحمه الله عند تفسير آية الإسراء: وهو بيت المقدس الذي بإيلياء معدن الأنبياء من لدن إبراهيم الخليل عليه السلام، ولهذا جُمعوا له (أي النبي ﷺ)هناك كلهم (أي الأنبياء) فأمّهم في محلتهم ودارهم.

وأخيرًا،

تمت كتابة هذه الأسطر دون الإشارة إلى الكارثة التي تترتب على المغالطات المطروحة حول بيت المقدس من إعطاء الكيان الصهيوني المحتل مبررات استمرار الاحتلال وطرد أصحاب الأرض لا سيما في هذه المرحلة الحرجة؛ ودون الإشارة إلى عبثية الإتيان بالآراء الشاذة المناقضة لما تحقق ثبوته وما يترتب على ذلك من اضطراب المفاهيم؛ ودون الإشارة إلى نقد مدرسة النقض الاستشراقية التي سبقت إلى أمثال هذا الطرح مع الخلط الشديد في التوثيق واجترائها على الاجتزاء والتحيّز وضعف التحقيق؛ ودون الإشارة إلى من سبق إلى هذا التشكيك من الباحثين اليهود، كالصهيوني أهارون بن شيمش، بغية إثبات الحق للكيان المحتل في البقاء وطرد أصحاب الأرض الفلسطينيين.
وسبب الإعراض عن ذلك كله، مع أهميته، هو توخي الموضوعية العلمية في التناول خدمة للمعرفة، وتجنبًا لفوضى الحكم على الأشخاص وعلى النيّات، وهي فوضى طالما عانت من نتائجها الأمة.
والله أعلم.

وسوم

© 2014 TABAH WEBSITE. All rights reserved - Designed by netaq e-solutions