للأعلى
01-نوفمبر-2009

رحلة الحبيب الجفري إلى سوريا

    الخميس 22 أكتوبر

   توجه الحبيب علي زين العابدين الجفري إلى دمشق عصر يوم الخميس 3 ذي القعدة 1430هـ، الموافق 22 أكتوبر/تشرين أول 2009،في زيارة امتدت زهاء الأسبوع، حيث حل ضيفاً كريماً على آل السحلول بمنطقة الزبداني في ريف دمشق.

   وفور خروج الحبيب علي من مطار دمشق الدولي قصد مقبرة باب الصغير لأداء الصلاة على سماحة العلامة المربي الزاهد الشيخ محمد أديب كلاس، الذي وافته المنية قبل يوم واحد من موعد زيارة الحبيب إلى دمشق،ثم قصد منزل فضيلة الشيخ المقرئ العارف بالله عبد الرزاق الحلبي شيخ الحنفية بالشام حفظه الله تعالى ومتع المسلمين بعمره مع تمام الصحة والعافية،لتعزيته في أخيه ورفيق دربه في التعلم والتعليم ،وقام الحبيب معية فضيلته بتعزية أبناء وأسرة الشيخ العلامة أديب كلاس في جامع أبي أيوب الأنصاري بحي الزاهرة.

    وبعد ذلك توجه الحبيب إلى مسجد الإيمان بساحة المزرعة لحضور درس سماحة العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي حفظه الله ثم مجلس الذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الذي يلي درس التفسير،وفور انتهاء مجلس الذكر غادر الحبيب إلى بيت فضيلة الدكتور تلبية لدعوة فضيلته.ثم إلى منطقة الزبداني لحضور مجلس إنشاد وذكر بمعية بعض الأخوة والمحبين من أبناء مدينة دمشق.

السبت 24 أكتوبر

   قام الحبيب علي الجفري صباح السبت 24 أكتوبر بزيارة وتعزية أبناء أبرز علماء الشام الذين اختارهم الله لجواره في غضون العام المنصرم،حيث قام بتعزية الشيخ القارئ الجامع محمد نزار الكردي ابن الفقيه الصالح المعمر أحد شيوخ قراء الشام أبي الحسن محيي الدين الكردي،والذي وافته المنية في 16شعبان1430هـ،الموافق 8 يوليو2009،ثم بعد ذلك قام بزيارة وتعزية الشيخ القارئ الجامع محمود طه ابن الشيخ القارئ الجامع محمد طه سكر الدمشقي،والذي فقدته الأمة في 13أغسطس2008،والتقى أبناءه وبعض محبيه،ثم في ختام هذا اليوم تناول الحبيب العشاء برفقة بعض المحبين والأخوة في منطقة دمشق القديمة.

الأحد 25 أكتوبر

    استهل الحبيب يوم الأحد 25 أكتوبر بزيارة سماحة الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية العربية السورية ورئيس مجلس الإفتاء الأعلى،الذي رحب بوجود الحبيب على أرض سوريا ودار النقاش حول قضايا الدعوة والأمة، وأهدى الحبيب لفضيلته عدداً من مطبوعات وأبحاث مؤسسة طابة للدراسات الإسلامية،ثم قام بعدها بزيارة قصيرة لفضيلة الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في بيته تلتها مباشرة زيارة السيد الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف في مكتبه وذلك بمعية فضيلة الشيخ محمد سعيد البوطي.

   وتلبية لدعوة آل الرفاعي شارك الحبيب في حفل أقيم بمنطقة داريا بمناسبة عقد قران حفيد الشيخ عبد الكريم الرفاعي رحمه الله،والد الشيخ أسامة والشيخ سارية حفظهما الله تعالى،وتوجه بعدها إلى منزل الدكتور سامر النص في منطقة المهاجرين،والذي أقيم فيه مجلس مدح للنبي عليه وآله وصحبه الصلاة والسلام.

الإثنين 26 أكتوبر

   في يوم الاثنين 26 أكتوبر توجه الحبيب إلى مسجد المحدث الأكبر الشيخ بدر الدين الحسني قرب مقبرة باب الصغير،لأداء صلاة الجنازة على حفيد السيد الشريف البقية محمد الفاتح بن محمد المكي الكتاني،ثم إلى بيت السيد مسعود الصفدي برفقة سماحة المفتي العام للجمهورية السورية تلبية لدعوة الغداء،وقام بعد ذلك ببعض الزيارات كان أبرزها زيارة أبناء فضيلة الشيخ البقية أديب كلاس رحمه الله تعالى.

الثلاثاء 27 أكتوبر

     مساء الثلاثاء 27 أكتوبر حضر الحبيب علي الجفري درس الأصول الأسبوعي لسماحة العلامة محمد سعيد رمضان البوطي في كتابه”ضوابط المصلحة في الشريعة الإسلامية”،وذلك في المحراب الغربي من جامع بني أمية الكبير،ليتوجها بعد صلاة العشاء إلى مسجد سيدنا سعد بن معاذ رضي الله عنه في منطقة المالكي،لحضور حفل أعد خصيصاً للحبيب برعاية السيد وزير الأوقاف وبحضور عدد من علماء وأبناء دمشق،حيث قام فضيلة الدكتور محمد سعيد بإلقاء كلمة مختصرة رحب فيها بالحبيب علي زين العابدين وميز ما بين استيطان الإنسان لبلاد الشام وبين اجتباء الله تعالى من عباده للتردد على أرض الشام وموضحاً أن شهادة الله تعالى ورسوله عليه وآله الصلاة والسلام لأهل الشام تشمل بفضله ورحمته من استوطنه من الصالحين ومن اجتباهم الله تعالى للتردد عليه،داعياً الحبيب علي الجفري للكلام،وأن يتحدث عن أبرز المشاعر والأحوال الروحانية التي اعترته خلال زيارته الراهنة إلى الشام.

     تلبية لدعوة سماحة الدكتور؛أشارالحبيب في كلمته بجامع سعد بن معاذ إلى ما تمتاز به مدرسة الشام عن بقية المدارس العلمية من رسوخ في العلم وعلو في السند حتى غدت وبحق أساساً ومرجعاً من المرجعيات العلمية في العالم الإسلامي،خاصة مع ما تمتاز به تلك المدرسة من الجمع بين مجالس العلم المتين التي تفيض بها مدارس ومعاهد الشام وبين مجالس الذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتي تنمي جانب التزكية والإحسان عند أهل الشام.

     كما دق الحبيب علي الجفري ناقوس الخطر برفع العلم بقبض العلماء مذكراً بأنه قدم من المطار مباشرة للصلاة على الفقيه القارئ الجامع العارف بالله محمد أديب كلاس متسائلاً عن دلالات خسارة الأمة برحيل خمسة من علماء وصلحاء الشام خلال سنة واحدة وهم القارئ الجامع العارف بالله الشيخ أحمد الحبال والشيخ القارئ الجامع العارف بالله محمد طه سكر الدمشقي والشيخ القارئ الجامع الفقيه أبي الحسن الكردي والشيخ القارئ الجامع العارف بالله أديب كلاس والشيخ العلامة الداعي إلى الله محمد عوض رحمهم الله جميعاً،مذكراً بما لهم من علم وفضل وفقه ومسلك من التربية والسلوك.

   وذكر الحبيب للحضور أنه عندما وقف على قبر العالم المربي محمد أديب كلاس تداعت منه الخواطر حول كيف لا يرفع العلم انتزاعاً وإنما بقبض العلماء،داعياً أهل الشام وطلبة العلم عامة للاستفادة ممن تذخر البلاد بوجودهم من العلماء والمراجع الأسانيد،وعلى رأسهم فضيلة العلامة محمد سعيد رمضان البوطي حفظه الله تعالى وأمد في عمره في صحة وعافية، والذي لو أراد أن يروي حديثاً مسلسلاً بالشاميين لكان له ذلك ابتداء من شيخه العلامة الفقيه حسن حنبكة الميداني وإلى نهاية السلسلة الشامية المباركة،راوياً للسادة الحضور مواقف بارزة من عطاء الشيخ وحنكته وعلمه وعلو سنده في العلم،وكذلك فضيلة الشيخ المحدث الدكتور محمد عجاج الخطيب صاحب مجالس صحيح البخاري بالسند المتصل تحت قبة النسر بالجامع الأموي الكبير كل يوم جمعة.

    واختتم الحبيب علي الجفري كلمته بأن ما يميز الشام ليس فحسب مصابيحه من العلماء،وإنما بما يمتاز به المجتمع بكل طوائفه ومهنه من خصوصية الأخذ بالأخلاق النبوية في كل تعاملاتهم وأعمالهم ،وهي خصوصية لا زالت قائمة في مجتمع الشام(وإن كانت مهددة في غيره من المجتمعات)إذ تربي أهل الشام على الصلة القوية بحضرة الحبيب المصطفى عليه وآله الصلاة والسلام وصاغوا حياتهم على تطبيق أمر الدين في كل أحوالهم وتعاملاتهم الأسرية والمهنية،مهيبا بالسادة الحضور ضرورة الحرص على استمرار ذلك الأخذ بالأخلاق النبوية في مجتمع الشام. 

الأربعاء 28 أكتوبر

     في يوم الأربعاء قام الحبيب علي الجفري بسلسلة زيارات لعدد من أصحاب الفضيلة السادة علماء الشام؛فقد زار سماحة الداعية الدكتور الشيخ محمد راتب النابلسي،وفضيلة الشيخ الشريف محمد نزار الخطيب الدمشقي إمام وخطيب الجامع الأموي لأكثر من خمسين عاماً،حيث أطلعه على نسخته من حاشية ابن عابدين التي قرأها على مفتي الشام الشيخ الطبيب أبي اليسر عابدين، وفضيلة الشيخ القارئ محمد شقير إمام مسجد الحسن بالميدان،كما زار فضيلة الشيخ أحمد ابن الشيخ محمد أديب كلاس،وبقية أبناء الشيخ في منزلهم،عاد بعدها إلى منطقة الزبداني ليلتقي بالدكتور محمد توفيق نجل فضيلة الدكتور محمد سعيد البوطي والشيخ سارية الرفاعي والشيخ عدنان السقا.ويختم المجلس ببعض الأناشيد والقصائد التي ألقاها عدد من المنشدين جزاهم الله خيراً.

الخميس 29 أكتوبر

   اختتم الحبيب زيارته لأرض الشام يوم الخميس بحضور مجلس ذكر ومدح للنبي عليه وآله الصلاة والسلام حضره بعض أبناء مدينة دمشق.ليعود في اليوم التالي بُعيد ظهر يوم الجمعة 30 أكتوبر بحمد الله وسلامته إلى أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة.

© 2014 TABAH WEBSITE. All rights reserved - Designed by netaq e-solutions