للأعلى
30-أكتوبر-2008

لقاء صحيفة الأنباء الكويتية

الجفري : الأزهر منارة العلم ولن يستطيعِ أعداء الإسلام تحويله لإسطبل بشري انتهينا من طاغية العراق الظالم وولى زمانه والمشكلة الآن في احتلال الأرض.في حوار احتدم في كثير من جوانبه الخلاف وتباينت الرؤى أكد الداعية الحبيب علي الجفري أن طاغية العراق البائد أجمع على تخطئته وزاد واصفا إياه بأنه شخص

في البداية كيف ترى صورة الواقع الإسلامي حاليا وما يمر به من أزمات حالية؟

بالفعل إن العالم الإسلامي يمر حاليا بأزمة مكونة من أصل ومن فرع ومن فرع الفرع, والأصل في الأزمة غياب إدراك الغاية والمهمة عند أغلب المسلمين, والغاية هي العبادة لله سبحانه وتعالى “وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون”, والمهمة “إني جاعل في الأرض خليفة” بالمعني الواسع الذي يشمل كل جوانب الحياة.

وغياب إدراك المسلمين لغايتهم ومهمتهم ترتب عليه وتفرع عنه إخلال بالالتزام بأوامر الله عز وجل, وترتب على هذا الإخلال في الالتزام بأوامر الله نتائج في الواقع من تسليط الآخر علينا, ومن انهيار كثير من مقومات حضارتنا, ومن مقومات قوتنا, واحترامنا, ومكانتنا في العالم, ترتب على هذا مصائب توالت على الأمة.

والمشكلة التي نعانيها في هذا الواقع أن أكثر الاهتمام من القلة الجادة في الأمة اليوم تركز على فرع الفرع من الأزمة, فعندما نسمع عن دم يهدر أو أرض تقتطع وأخرى تحتل أو إهانة تتوجه للأمة الإسلامية أو سلب لأموالها أو أي نوع من أنواع المشاكل التي نعاني منها – وكلها تؤلم كل صادق في إيمانه – لكن نري الكل يتوجه نحو هذا المظهر الذي هو فرع الفرع من الأزمة, فلم يسلط علينا الآخر ولم يحدث ما نعيش فيه من ضعف إلا بسبب تخلفنا عن الالتزام بالأوامر والنواهي, وتخلفنا عن الالتزام بالأوامر والنواهي تفرع عن ذلك الأصل وهو الغفلة عن إدراك الغاية والمهمة.

قبل عام تقريبا وقعت حرب تحرير العراق, كيف تنظرون لهذه الحرب ولشخص مثل صدام حسين الذي قتل الملايين من شعبه وشرد ملايين آخرين واحتل الكويت وارتكب العديد من الجرائم؟

صدام حسين مجمع على تخطئته, وأما ما دار من حرب احتلال العراق وفحواها, فيصعب علي الإجابة على السؤال عنها، ولكن يمكن أن أعطيك الأسباب لصعوبة الإجابة, وأولها أني لم أدخل إلى كواليس القرار لا على مستوي العالم الإسلامي ولا على المستوى العالمي, وثانيها أن وسائل الإعلام غالبها غير مؤتمن في نقل ما يكون وما يتم, وثالثها أن أصحاب الفكر والعلم والرأي مغيبون عن القرار في العالم الإسلامي وهذا كله أولا.

أما ثانياً فهو أني صاحب مهمة – وأسال الله أن أكون كذلك – والفرق بين صاحب المهمة والدعوة وبين الفرد الذي يريد أن يقول كلمة الحق وينصرف بعدها وليكن ما يكون, أن صاحب المهمة يتكلم بالشيء الذي يمكن أن ينفع به, ولذلك فليس باستطاعة المتكلم أن يغير شيئا من الواقع بالخوض في هذا الأمر.

إجابتك دبلوماسية بعض الشيء, فلم تصنف لنا سبب الأزمة وهو صدام حسين أو تتحدث عن الحرب كحل للخلاص منه؟

ذكرت لك هذا في أول الكلام وقلت لك مجمع على انه إنسان ظالم, القضية اليوم لم تعد قضية صدام حسين , ولكن القضية اليوم ارض من أراضي المسلمين محتلة , نساء وأطفال وكبار يعتدى عليهم, فالفرق كبير صدام حسين انتهينا منه ولى وولى زمانه, والكلام الآن عن واقع بلد, وأخبرتك أن الكلام عن واقع هذا البلد ينبغي أن يتكلم فيه بالقدر الذي سيتحول إلى عمل وإلا أصبحت الوسائل عندنا غايات وهذا مرض من أمراض الأمة, فالإعلام والتبيان وسيلة والغاية الوصول إلى هدف نافع للأمة, وليس حجم صحيفتكم ولا حجم صحف العالم العربي كله والإسلامي ولا حجم المتكلم يؤثر في واقع الأمر الذي نعيش فيه , فإذا نتحول الى السؤال والكلام عن الأمور التي إن تكلمنا فيها أثمرت واقعا.

هل يجوز الاستعانة بالكافر أو غير المسلم للخلاص من الطاغية المسلم؟

أجاب بسؤال: هل أنت صاحب قرار؟

هل يجوز ذلك شرعا؟

أجيبك هل أنت صاحب قرار, أن كنت صاحب قرار سأجيبك عن هل يجوز أو لا يجوز حتى تحوله إلي قرار, لكن لا أنت ولا المتكلم ولا واقعك الذي يحيط بك ولا حتى أصحاب القرار اليوم في العالم الإسلامي أصحاب قرار يستطيعون أن ينفذوا الحكم إن اتضح صوابه أو خطأه.

ولماذا لم نعد أصحاب القرار؟

بداية الأمر – فيما اعتقده – بالرغم من أن الكثيرين قد لا يتقبلون هذا الرأي – أو لا يرونه يمثل واقعا, هو فقدنا للقرار في أنفسنا, فعندما يعيش المسلم وهو فاقد لزمام نفسه لا يستطيع أن يقرر أن هذا حرام يجب أن أتركه, وأن هذه سرقة يجب أن لا يأتيها, وأن هذا تصرف غير لائق يجب أن لا يحدث مني, وهذا يعني فقد المسلم لاتخاذ القرار الصحيح في الأمر الذي بيده, هو الذي أورث الأمة فقد القدرة على القرار في قضاياها.

لذلك استغرب من الذي يحمل المسؤولية فقط على الحكام أو فقط على التجار أو أي شريحة أخرى في المجتمع, الكل عليه مسؤولية.

القارئ, السائل, المتكلم، كلنا في قرارة أنفسنا كم من التصرفات التي تصدر عنا ومصدر انبعاثها هو مصدر انبعاث التصرف من التاجر الذي يخطئ أو المسئول الذي يخطئ ومن العالم الذي يخطئ, وهو النفس البشرية.

فالذي يظلم أولاده وزوجته أو موظفين لديه, أو يظلم خادمة أو سائق عنده فإن منطلق هذا الظلم هو نفسه منطلق الظلم عند المسئول الذي يتبعه الآلاف. وإن كانت المسؤولية والحساب عليه أكبر.

فإذا فقد الأمة للقدرة على أن تكون صاحبة قرار مبتدؤه فقد الفرد في الأمة القدرة على أن يكون صاحب قرار, وعلاجه من هنا من الفرد, من أن يتحول الفرد في الأمة إلى صاحب قرار مرتبط بأمر الله عز وجل, فالحرام حرام لا نقاش في ذلك فإن وقعت فيه أتوب واستغفر ولا ابحث عن مبرر.

هل تعتقد أن غياب المؤسسة الدينية الرسمية والأهلية الصحيحة أوقعت الأمة في كثير من الأزمات التي يمر بها العالم الإسلامي حاليا؟

أعتقد ذلك, وأعتقد أن غياب المؤسسة الإعلامية الصحيحة الصادقة ذات المسؤولية, وغياب المؤسسة الاقتصادية الصحيحة الصادقة ذات المسؤولية وغياب المؤسسة السياسية والقرار الصحيح, غياب كلي منشؤه غياب الفرد, وغياب الفرد منشؤه غياب المقاصد, ومع ذلك ومع هذا الحجم المؤلم للمأساة, فإن الحل قريب وفي متناول اليد, ولو صدقنا الله عز وجل في تصحيح أوضاعنا كل من مكانه لظهر الذي تسأل عنه, وبالفعل المؤسسة الدينية مغيبة ولا نقول غائبة وإنما نقول مغيبة.

هل تقصد الأزهر؟

الأزهر منارة الإسلام وأكيد له وهناك محاولات لإخراج الأزهر عن مساره من قبل أعداء الإسلام على مدى التاريخ, منذ أن حاول نابليون أن يحول الأزهر إلى إسطبل للخيول إلى يومنا هذا الذي تريد فيه كثير من الجهات أن تحول الأزهر إلى إسطبل بشري, ولكن في النهاية الأزهر هو الأزهر وهو منارة الإسلام, وأعتب على الدعاة أو الكتاب الإسلاميين الذين يأخذون عثرات أو يتتبعون عثرات بعض القائمين في الأزهر على المسؤولية في الخطاب ليوجهوا بذلك سهامهم إلى الأزهر, ويقولون الأزهر “خلاص انتهى” وأقول لهم, كيف تقولون انتهى, إذا كنا نقول أن أعداء الإسلام هم الذين يكيدون ضد الأزهر, فكيف يساعدهم اليوم هؤلاء الدعاة والكتاب بأن ينهوا مرجعية الأزهر في نفسية الأمة.

ولكن الأزهر سيبقي الأزهر والحمد لله الدليل على ذلك, موقف علماء الأزهر من بعض الأخطاء التي تصدر من بعض المسئولين في الأزهر.

من تقصد شيخ الأزهر؟

أجاب بسؤال آخر ماذا ستستفيد من تحديد الاسم؟ وقلت لك قبل قليل أن الأزهر هو منارة الإسلام فإذا سددت سهمي إلى مرجعية معينة في الأزهر نقضت كلامي الذي أقوله لك, وأقول لك أنني أعتب على الإسلاميين الذين يحاولون أن يؤكدوا في النفوس اعتقاد سقوط الأزهر, فإن سلكت نفس هذا المسلك وقلت لك فلان أو فلان سرت في ضمن هذا الخضم.

وماذا عن فتوي شيخ الأزهر الأخيرة عن الحجاب في فرنسا وما موقفكم منها؟

موقفي يتوافق مع موقف مفتي مصر الدكتور علي جمعة, ود. أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر وغيرهما من علماء الأزهر الشريف الذين أبرزوا توجيها كافيا للمعني الذي ينبغي أن يقوم على ما يحصل في فرنسا.

وقضية فرنسا ينبغي أن نفهم جيدا أنها جزء من قضية الوجود الإسلامي في الغرب وليست القضية حجاب, وأيضا من المشاكل التي عند الأمة أننا نتعامل مع أعراض المرض, لا مع المرض, فضلا عن التعامل مع أسباب المرض الأصلية, فالعرض الذي أمامنا اليوم هو أن فرنسا أصدرت قانون بمنع لبس الحجاب أو الشعار الديني داخل المدارس الرسمية.

جل الخطاب الإعلامي والديني من قبل كثير من الدعاة والتركيز الذي حصل توجه نحو نقطة واحدة وهي الحجاب, والسؤال هل القضية قضية الحجاب, والإجابة لا, إثارة موضوع الحجاب عرض لمرض, وهذا المرض شعور أصحاب القرار في الغرب بخطورة الوجود الإسلامي بين ظهرانيهم وضرورة.

اقتلاعهم؟

لا… هم لا يقدرون على أن يقتلعوا 20 مليوناً لكن ضرورة إذابة الوجود الإسلامي في البوتقة الغربية, بحيث تأتي الأجيال القادمة وهي مستغربة أو غربية, وكانوا يأملون أن الجيل الأول الذي ارتحل إلي الغرب يبقي علي شيء من إسلامه, والجيل الثاني يذوب, ولكن الذي حصل هو أن الجيل الثاني التزم أكثر. وهذا الوجود أو المرض – من وجهة نظر الغرب – سبب قلقا لأصحاب القرار و العلاج هو كيف نزيل هذا القلق من أصحاب القرار.

والأصل الذي سبب المرض أخطاء عندنا نحن أيضا ومشكلتنا أننا دائما نفكر في أخطاء الغير تجاهنا, وهناك أخطاء من الغير تجاهنا وهناك عداء ومؤامرات هذا صحيح, ولكن هناك أيضا مواطن خلل فينا وإذا لم نعالجها لم نستطع أن ندفع أخطاء غيرنا عنا, والخطأ الذي حدث من الوجود الإسلامي في الغرب أن نسبة ضئيلة جدا جدا من الوجود الإسلامي نستطيع أن نسميه وجودا واعيا, بمعني الالتزام بالمهمة التي تترتب علي وجودهم في الغرب, وفقد هذا الوعي أدى إلى إفرازات متنوعة من إساءات التصرف هناك, فمن قبل غير الملتزمين هناك من يعيش بلا هدف في الحياة, يسكر, يلعب, يؤذي, يسرق, وإذا كان لا يفعل ذلك يعيش عالة على المعونة الاجتماعية من البلد الغربي الذي يوجد به فهو إنسان لا يقدم شيء للمجتمع.

وهناك الكثير ممن التزموا بالتدين أخذوا منهجية المضاد لكل ما هو غربي, وهي كلمة كنت أقولها قبل سنوات حتى قبل اعتداءات سبتمبر وهي أن الغرب ليس بإمامي وأيضا ليس بعدوي, الغرب كشعب وكأمة هم محل دعوتي وإيصال نور ديني, ومحل شفقة من قلبي عليهم, وإرادة الخير لهم.

وللأسف أن النظرة إلى الصلة بالغرب عند أكثر الصفوف المتدينة أو الكثير من صفوف المتدينين في الغرب اتسمت بالعدائية وترتب عليها بعد ذلك أمور, هناك من يفتي بجواز سرقة الغربيين كدولة ومؤسسات على اعتبار أنهم أخذوا أموال المسلمين, وهناك من يفتي – والعياذ بالله – بجواز ارتكاب الفاحشة مع نساء الغرب باعتبار أنهن سبايا, وهناك من يتزوج الغربية لا ليتزوجها ولا ليدعوها للإسلام بل لينال بسببها الإقامة فالجنسية, وإذا نالهما طلقها وعاملها المعاملة السيئة التي لا مزيد عليها من السوء, وهناك العمليات التفجيرية التي في صفوف الغرب, أعطت انطباعاً عند الغرب وتشكل بسببها انطباع عن الوجود الإسلامي الملتزم بأنه إشكال في الغرب.

وهذا ليس عند أعداء الإسلام في الغرب فحسب ولكن عند أهل المصالح الذين بيدهم القرار في الغرب وهم الأكثر, أن الوجود الإسلامي سيشكل لهم إشكال.

فنحن جزء مما يحدث اليوم في الغرب, وربما تتابعون في وسائل الإعلام أن الاتحاد الأوروبي كان في الفترة الماضية يركز اهتمامه البحثي على المستقبل الاقتصادي, وفرغوا الان من تحديد خطة ومسار المستقبل الاقتصادي, والان تحول الحديث من المستقبل الاقتصادي إلى الحديث عن مستقبل الهوية الغربية, وهذه الهوية الغربية في ظل وجود 20 مليون مسلم لا يمكن أن يتجاهل فيها الوجود الإسلامي, ومشكلة قضية مستقبل الهوية الغربية عند أصحاب القرار في أوروبا من الحريصين على مصلحة بلادهم الغرب – غير أصحاب الدوافع الدينية المادية هي أنهم لم يروا في الوجود الإسلامي شيئا إيجابيا, إلا فيما ندر.

مع أن هؤلاء الغربيين لديهم مشاكل كبيرة في واقعهم وكان من الممكن للوجود الإسلامي إن كان ناضجاً أن يسهم في حلها فيتبوأ منزلة صحيحة في الغرب, فلديهم مشاكل المخدرات والانتحار والجريمة والتفكك الأسري, وهي أنواع من المشكلات فشلت معطيات الحضارة الغربية اليوم في حلها بكل ما أوتيت من قدرة وقوة, والإسلام لديه الحل ولكنهم لم يروا منا هذا الحل, وكان ولا يزال ممكنا أن تكون لنا مشاركات في أطروحات صياغة الهوية الأوروبية بحكم أن لنا وجودا في أوروبا.

وعلى مستوى راق نستطيع أن نوجد فهما صحيحا في عقول الفئة التي تبحث عن المصلحة من أصحاب القرار في الغرب يحترمون ديننا بسببه, وبدأت هذه المسالة بنسبة ضئيلة في بريطانيا في السنوات الأخيرة وآتت أكلها بسرعة وأصبح هناك نوع من الاحترام للوجود الإسلامي في بريطانيا لا يوجد مثله في الدول الأخرى, لأن العمل في بريطانيا كان فيه هذا النوع من الفهم بالرغم من وجود سلبيات.

قمت مؤخرا بزيارة إلى فرنسا وألمانيا وبريطانيا وعدد من الدول الأوروبية, كيف تقيم لنا هذه الزيارة ومدى إقبال الغرب على الإسلام حاليا على الإسلام وخاصة بعد 11 سبتمبر؟

لا أظن أن الغرب منذ صدر الإسلام إلى اليوم تهيأ لتقبل الإسلام مثلما هو عليه اليوم موجود, إلا أن المشكلة أن التهيؤ الكبير الذي حصل عندهم لفهم الإسلام وتقبله لم يقابله تهيئ من قبلنا لحسن إيصال الإسلام إليهم.

إلى أي مدى أثرت أحداث 11 سبتمبر في قبول الغرب للإسلام والدخول به؟

سببت أزمة بلا شك في هذا الجانب, لكنني أكرر دائما أن الإسلام دين الله لا يضره خطأ المسلمين ولا يفيده صوابهم وإنما يضرهم هم ويفيدهم هم ولأن الإسلام دين الله عز وجل ترتب على الأحداث – وهذه لا تحسب للذين قاموا بها في 11 سبتمبر – اهتمام بالإسلام لم يكن موجودا من قبل عند الغرب.

لأن الغرب غالبا ما يهتمون بالشيء الذي يمس حياتهم وواقعهم, والإسلام بالنسبة لهم كان ترفا ثقافيا أو إرواء لعطش روحي لأفراد أو دراسات لمؤسسات, لكن الإسلام أصبح الان شيئا يمس واقعهم, وأن كان بالتشويه وهو أنه إرهاب, لكن بإمكان المسلمين أن يستثمروا هذا الاهتمام ليوصلوا الوعي الصحيح والفهم الصحيح للإسلام إلى العقول والنفوس الغربية, وهذا ما لم يتبلور إلى الان بالقدر الكاف والله أعلم

© 2014 TABAH WEBSITE. All rights reserved - Designed by netaq e-solutions